كرّس الرئيس الإيراني حسن روحاني أول خطاب له بعد إعادة انتخابه، للتطرّق إلى مختلف المسائل المحلية والإقليمية والدولية. وبما أن عقد هذا المؤتمر جاء غداة «القمة الأميركية ــ الإسلامية» التي عُقدت في الرياض، فقد خصّص جزءاً كبيراً من تصريحاته للرّد على ما خرج عن هذه القمة من اتهامات لإيران بـ«دعم الإرهاب» ومن دعوات إلى «عزلها».
وفي هذا المجال، قال الرئيس الإيراني إن «الاجتماع في السعودية كان استعراضاً بدون أي قيمة سياسية»، مضيفاً أنه «سبق للسعودية أن نظمت مثل هذه العروض». ورفض الرئيس الإيراني الاتهامات التي وجهها ترامب والملك سلمان إلى إيران، وقال إن «الذين قاتلوا ضد الإرهابيين هم من الشعبين العراقي والسوري، ويساعدهم المستشارون العسكريون الإيرانيون، وسنواصل القيام بذلك». وأشار أيضاً إلى أن «الذين واجهوا الإرهاب هم إيران وسوريا وحزب الله»، موضحاً أن «حزب الله مجموعة لبنانية انتخبها الشعب اللبناني لتكون في مجلسه النيابي وحكومته، ويلقى تأييداً واسعاً في لبنان بين المسلمين والمسيحيين في هذا البلد».

ندّد روحاني بالأخطاء التي ترتكبها واشنطن وعدم معرفتها بالشرق الأوسط

وشدد روحاني على أن «من يدعم الإرهابيين لا يستطيع محاربتهم». وقال: «لا أعتقد أن الشعب الأميركي سينسى الدماء التي سالت في 11 أيلول»، في إشارة إلى هجمات 11 أيلول 2001.
من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني أنه «يجب أن تعرفوا أنه عندما نحتاج إلى إجراء تجارب صاروخية من الناحية الفنية، سنقوم بذلك ولن نطلب إذناً من أحد»، مضيفاً أن «صواريخنا هي للدفاع عنا ومن أجل السلام، وليست مصنوعة للهجوم». كذلك ندّد بالأخطاء التي ترتكبها الولايات المتحدة وعدم معرفتها بالشرق الأوسط. وقال في هذا السياق: «لسوء الحظ، إن الأميركيين هم دائماً على خطأ عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا. لقد اخطأوا بمهاجمة أفغانستان، كذلك فإنهم كانوا مخطئين حين هاجموا العراق، كانوا مخطئين عندما فرضوا علينا عقوبات. إنهم على خطأ». وتابع: «لقد كانوا مخطئين في سوريا. وإذا كنتم تعرفون مكاناً واحداً تصرّفوا فيه دون خطأ، فقولوا لي أين هو».
وإذ تطرّق إلى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أكد أنها كانت بمثابة رسالة إلى العالم بأن طهران جاهزة للتوافق مع المجتمع الدولي. وأضاف: «أردنا أن نقول للعالم إننا جاهزون للتفاعل على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة». ورأى أن «الشعب الإيراني رسم أجمل المشاهد الديموقراطية، عبر إدلاء أكثر من 42 مليون مواطن إيراني بأصواتهم في صناديق الاقتراع». وأشار إلى أن «الشعب الإيراني قوي بوحدته وانسجامه وتمسّكه بدينه وثورته وقواه العسكرية، المتمثّلة بالجيش وحرس الثورة الإسلامية تحت رعاية قائد الثورة الإسلامية وتوجيهاته».
وفي إشارة إلى الاتفاقات التي وقعتها الرياض مع ترامب وتجاوزت قيمتها 380 مليار دولار، قال روحاني: «لا يمكنكم حلّ مسألة الإرهاب من خلال منح أموال شعبكم لقوة كبرى». وبشأن اتفاقية شراء السعودية السلاح من الولايات المتحدة بمبلغ 110 مليارات دولار، أكد روحاني أن السعودية قبل ذلك أيضاً قد دفعت 100 مليار دولار خلال الحرب المفروضة على إيران. وقال: «هناك الكثير من التجارب، ونتيجتها حصلت عليها السعودية، وها هي الآن تكرّر صرف مثل هذه المئات من المليارات من أموال الشعب السعودي للأميركيين لشراء السلاح مرة أخرى». ولفت إلى أن «السعودية لا يمكن استخدام أسلحتها من دون الأميركيين واستشارة الأميركيين». ورأى روحاني أن «قوة أي بلد تكمن عبر قوته الوطنية، عبر إجراء انتخابات وإدلاء الشعب بأصواته في صناديق الاقتراع»، مشيراً إلى أن «السعودية ستختار يوماً ما صناديق الاقتراع، لا ليكون حكامها وراثيين، بل منتخبين، عندها ستكون السعودية قوية».
(الأخبار)