أيام تفصل عن الـ30 من حزيران، لكن الخطى لا تزال بطيئة تثقلها تفاصيل قد تحوّل هذا اليوم إلى عادي كغيره، في حال استمرارها كعقبات أمام التوصل إلى اتفاق أرادته الأطراف أن يكون تاريخياً. ما تقدم يمكن استخلاصه من العبارات والتصريحات التي يطلقها الجانب الإيراني حيناً والغربي حيناً آخر، وما يدخل في هذا الإطار هو ما صرح به، أمس، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، عن أن احتمال التوصل إلى اتفاق ليس كيبراً، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات في فيينا على مستوى مساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي ومساعدة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي هيلغا اشميد التي تمثل الدول الست.
الرئيس الإيراني حسن روحاني، من جهته، شدّد أمس على أن على الشعب الإيراني أن «يعلم جيداً أن مشكلة العقوبات لن تمنعنا من النمو والتنمية». وقال إن «من الممكن أن تؤدي العقوبات إلى بطء حركتنا، لكن الحكومة تفتخر بأنها حاربت العقوبات والجمود الاقتصادي ونجحت في ذلك».
وأشار روحاني إلى أنه «في وقت نواجه فيه القوى العظمى، نحضر المفاوضات النووية بشكل جيد وبكامل القوة والاقتدار وبالمنطق والاستدلال»، مضيفاً: «سجلنا نجاحات جيدة جداً حتى هذه اللحظة». وأكد روحاني أن «الطريق ما زال مستمراً وإذا وصلنا إلى نهايته بهذا الزخم، فإن ذلك يعد من نجاحات شعبنا العظيم».
وأكد أن «شعبنا سيقاوم ما دام ذلك ضرورياً ويدعم الوفد الإيراني المفاوض»، معتبراً أن «هذا الطريق هو طريق الأمل والنشاط ونجاح الشعب».
بدوره، شدد بروجردي على ضرورة التصديق على الاتفاق النووي مع الدول الست من قبل المجلس، مضيفاً أن احتمال التوصل إلى اتفاق نهائي ليس كبيراً بسبب مطامع الطرف المقابل. وقال بروجردي، في مقابلة مع وكالة «مهر»، إن «من الضروري أن يلائم الاتفاق النهائي مع دستورنا ومصالحنا الوطنية وهذا يعني أن الاتفاق النووي يجب أن يخضع لقبول أو رد مجلس الشورى، وإذا جرى تأييده فإننا سندعم الاتفاق الجيد، وإذا كان فيه إشكاليات، فإن المجلس سيتصدى لذلك».
واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى أنه يجب أخذ كل الخيارات في الاعتبار، مضيفاً: «في أقل التقديرات نحن قد أثبتنا للعالم أننا لسنا دعاة الحرب والغطرسة، بل نحن دعاة المنطق والتعامل ولا شك في أن نظرة العالم تجاه إيران قد تغيرت اليوم».
على الجانب الأميركي، أعلن وزير الخارجية جون كيري، الذي يمضي فترة نقاهة بعد إصابته بكسر في ساقه، أنه مستعد للعودة إلى حلبة المفاوضات «الصعبة» مع إيران حول برنامجها النووي.
وفي سابقة له في وزارة الخارجية، أجرى كيري مؤتمراً صحافياً عبر الفيديو مع الصحافيين في الوزارة، وذلك من منزله في بوسطن، حيث يمضي فترة نقاهة منذ خروجه من المستشفى الجمعة.
وأشار كيري إلى أن واشنطن لن تصرّ على أن تجيب إيران عن الأسئلة التي لم تُحل حول أنشطتها النووية السابقة، لأن الولايات المتحدة تعرف بالفعل ما فعلته طهران بالضبط. وقال كيري إن واشنطن مستعدة لأن تكون مرنة بشأن هذه المسألة.
وكرّر الوزير الأميركي التأكيد أنه سيتوجه إلى فيينا، في الأيام المقبلة، للمشاركة في «ما نأمل أن يكون ختام المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني»، مشدداً على أن التحديات في هذا الملف «كبيرة جداً» والمفاوضات مع إيران «شاقة» و«حاسمة».
وقال كيري: «كما قلت دائماً، لن نتسرع في التوصل إلى اتفاق فقط من أجل التوصل إلى اتفاق، ولن نوقع نصاً لا نؤمن به».
على نحو منفصل، رفضت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور تلميحات لجنة تابعة للمنظمة الدولية بأن واشنطن قد تلتزم الصمت حيال انتهاكات ارتكبتها إيران تجاه العقوبات المفروضة عليها تفادياً لتعطيل المفاوضات النووية.
وذكرت لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي ــ التي تراقب العقوبات على إيران ــ في نيسان، أنها لم تتلق تقارير جديدة، متحدثة عن انتهاكات إيرانية.
وخلال جلسة استماع في الكونغرس، قالت باور: «بالطبع لا. وأنا شخصياً أشترك كثيراً في إثارة انتهاكات العقوبات التي ارتكبتها إيران. أيضاً خلال هذه المرحلة الأخيرة الحساسة من المفاوضات فرضنا المزيد من العقوبات بموجب الإطار الحالي للعقوبات».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)