يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى استعادة زمام المبادرة لتبديد الانطباع الفوضوي، الذي وسم شهره الأول في البيت الأبيض، خصوصاً بعد الانتكاسات التي تعرّض لها أخيراً في ملف الاتصالات مع روسيا، وتعذّر تعيين بديل لمستشاره المستقيل للأمن القومي.
ورفض مرشح ترامب لتولي منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، الأميرال المتقاعد روبرت هارورد، هذا العرض بعيد دفاع الرئيس الأميركي عن المستشار السابق مايكل فلين، الذي استقال بسبب اتهامه بإجراء اتصالات مع روسيا.
ويأتي ذلك بعد مؤتمر صحافي لترامب، أول من أمس، شنّ في خلاله هجوماً لاذعاً على وسائل الإعلام، معتبراً إياها "غير نزيهة"، ونفى وجود أي روابط مع روسيا في خلال حملته الانتخابية. وبرفض هارورد تولي منصب مستشار الأمن القومي، ليل الخميس، أصبح ترامب من دون خليفة لفلين، أول مسؤول بارز يستقيل في الإدارة الأميركية، ما يزيد من حالة الفوضى التي يبدو أن إدارته تتخبط فيها.

وصرّح هارورد لشبكة "سي ان ان" بأنه رفض الوظيفة لأسباب عائلية والتزامات مالية. إلا أن العديد من وسائل الإعلام الأميركية ذكرت أن هارورد اعترض على عدم حصوله على ضمانات بأن مجلس الأمن القومي، لا مستشاري ترامب السياسيين، هو من سيكون مسؤولاً عن السياسة العامة.
وذكر أحد أصدقاء هارورد أنّ الأميرال المتقاعد، رفض الوظيفة بسبب الفوضى التي تعمّ البيت الأبيض، فيما أشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن من أسباب الرفض أن هارورد لن يتمكن من اختيار موظفيه.

بدأ الرئيس الأميركي
بدراسة خيارات عدة للمنصب
الذي شغر قبل أيام

في غضون ذلك، تحدّث ترامب، أمس، عن درس خيارات عدة للمنصب، تشمل تثبيت الجنرال كيث كيلوغ الذي يتولى المنصب بالوكالة، أو الاختيار بين ثلاثة مرشحين آخرين. وكانت مسألة روسيا محور مؤتمر صحافي طويل وحافل عقده ترامب، أول من أمس، وأكد فيه أنه لم يجرِ أي اتصال بينه أو أي من أعضاء حملته الانتخابية، وبين مسؤولين روس قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، نافياً بذلك تقريراً لصحيفة "نيويورك تايمز"، يؤكد ذلك، وواصفاً ذلك التقرير بأنه "أخبار كاذبة". وبدلاً من ذلك، اتهم ترامب أجهزة الاستخبارات الأميركية بخرق القانون، من خلال تسريب معلومات عن تلك الاتصالات.
كذلك، هاجم ترامب وسائل الإعلام، وقال في المؤتمر الصحافي الذي استمر أكثر من ساعة وربع ساعة، إن "عدم النزاهة (لدى وسائل الإعلام) بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه". وأضاف أن "الصحافة باتت تفتقد النزاهة، إلى درجة أننا إذا تجاهلنا الحديث عنها، فإن هذا يخدم الشعب الأميركي بنحو كبير".
(الأخبار، أ ف ب)