«المنظمات غير الحكومية الدولية تعمل من دون أي قواعد أو ضوابط أو جدول أعمال أو قانون في باكستان. ترد تقارير استخبارية منذ سنوات عدة، لكن من دون اتخاذ إجراء»، قال وزير الداخلية الباكستاني، تشودري نزار علي خان، يوم أمس، وذلك بعدما أغلقت الشرطة مكاتب منظمة «Save The Children» في العاصمة إسلام آباد في وقت متأخر من يوم الخميس، وأمرت بترحيل جميع موظفيها الأجانب الى بلدانهم في غضون 15 يوماً.
وبدأت السلطات الباكستانية بمراقبة أنشطة المنظمة المذكورة عام 2012، وذلك بعدما ربط تقرير للاستخبارات الباكستانية المنظمة بالطبيب الباكستاني، شاكيل افريدي، المتهم بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في البحث عن زعيم تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، تحت غطاء إجراء حملة تلقيح. ومنذ تنفيذ القوات الخاصة الأميركية عملية قتل بن لادن في أيار 2011 في أبوت آباد، شمال البلاد، أبدت باكستان تشدداً إزاء جمعيات «الإغاثة» الدولية وحدّت من أنشطتها، واتهمتها بأنها واجهات لعمليات تجسس لصالح دول أجنبية. وقال علي خان يوم أمس إن «جمعيات كثيرة تعمل ضد باكستان، ونبحث في رفع ملفها الى البرلمان»، مؤكداً أن «المنظمات غير الحكومية التي تعمل ضد المصلحة الوطنية لن يُسمح لها بمواصلة العمل في باكستان».
من جهتها، قالت المنظمة في بيان صادر عن مقرها في لندن إنه «لم يتم إطلاع (المنظمة) على هذا القرار. إننا نعترض بقوة على هذا التدخل، ونعبّر عن قلقنا الشديد على أعلى المستويات». وأضاف البيان إن عمل المنظمة «يتم التخطيط له ويُنفذ بالتعاون الوثيق مع الوزارات الحكومية، وهدفه توسيع مدى إيصال الخدمات العامة في قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والرفاه للأطفال». وأفادت المنظمة في بيانها بأنها تعمل في البلاد «منذ أكثر من 35 عاماً، ولديها 1200 موظف في البلاد»، مشيرة إلى أن موظفيها غير الباكستانيين كانوا قد «أُرغموا على مغادرة البلاد بعد صدور الاتهامات في تقرير الاستخبارات الباكستانية عام 2012»، وكررت المنظمة نفيها لعلاقتها بالطبيب المذكور أو بالاستخبارات الأميركية.

(أ ف ب، رويترز)