حتى الآن، لم يتمكن أحد من الوقوف في طريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. يكسب هذا الأخير المعركة تلو الأخرى، متخطياً في البعض منها القانون أو العرف والتقليد السياسي الأميركي.
من آخر هذه المحطات، جلسات الاستماع في الكونغرس لتأكيد تعيين مرشحيه، وما سبقها من محاولات للديموقراطيين، لم تفلح في تأخيرها.
كل مرشحي ترامب، تقريباً، يواجهون معارضة من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين، انطلاقاً من الاتهامات التي تقابل تعيين سكوت بروت على رأس وكالة حماية البيئة، على اعتبار أنه معادٍ للبيئة، وصولاً إلى خياره لأندرو بوزدر قطب سلسلة للأطعمة السريعة، ليترأس وزارة العمل، والذي يوصف بأنه "معادٍ للعمال". من جهة أخرى، يواجه اختياره لحاكم تكساس ريك بيري ليكون وزيراً للطاقة، معارضة من الديموقراطيين، الذين أشاروا إلى أنه اقترح في إحدى المرات، إلغاء وزارة الطاقة.
ترامب تمكّن، بداية، من إقامة جلسات الاستماع في الوقت الذي أراده، بدفع من الجمهوريين. فقد سعى خصومه إلى تأخير هذه الجلسات، على أمل انتهاء مكتب التحقيقات الفدرالية من التحقّق من خلفيات المرشحين. وطاولت الانتقادات، أيضاً، عدم القيام بإجراء روتيني آخر، وهو الكشف الكامل عن مصالح مرشحي ترامب من متموّلين ورجال الأعمال، الأمر الذي يعدّ سابقة غير شرعية، على حد تعبير صحيفة "نيويورك تايمز".

سعى خصوم ترامب الديموقراطيين إلى تأخير
جلسات الاستماع


أمس، كانت أولى جلسات الاستماع لوزير العدل المفترض جيف سيشنز، وهو أحد مرشحي ترامب الذين يواجهون انتقادات كثيرة. يجسّد سيشنز تيار معارضة الهجرة في مجلس الشيوخ، حيث يحتل مقعداً منذ عام 1997. وهو السيناتور الأول الذي دعم ترامب أثناء حملة الانتخابات التمهيدية، وتبنّى بالكامل مشروعه لبناء جدار على الحدود المكسيكية، وطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين. وأثار تعيينه ضجة بسبب تصريحات له في ثمانينات القرن الماضي. ففي عام 1986، قال سيشنز لمحام أبيض إنه "وصمة عار على عرقه" لدفاعه عن موكلين سود. كذلك نقل أنه خاطب نائباً عاماً أسود مستخدماً عبارة "يا ولد"، التي تنمّ في الولايات المتحدة عن دلالات عنصرية قوية. وحالت هذه المواقف دون تثبيته في منصب قاضٍ فدرالي. إلا أن وزير العدل المعيّن، تعهّد أمس حماية الأقليات، ولا سيما السود. ووعد بأنه سيقبل بقرارات المحكمة بخصوص زواج المثليين، بعدما كان قد عارضه. وقال إنه لا يؤيد إصدار قانون يمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، يترقّب مرشحو ترامب الآخرون الحصول على موافقة الكونغرس، خلال الأسبوع الحالي. وتواجه غالبيتهم اعتراضات من الديموقراطيين وانتقادات إعلامية كثيرة، وهم:
* العضو السابق في البحرية جون كيلي، مرشح لمنصب وزير الأمن الداخلي. وقد أثار اختياره تساؤلات بشأن مدى رغبة ترامب في إحاطة نفسه بالجنرالات العسكريين، إضافة إلى التركيز على أنه يتصرّف بأسلوب حادّ، يمكن أن يجذبه إلى صراع مع القادة الآخرين.
* وزير الخارجية ريكس تيلرسون (المدير التنفيذي لشركة إكسون موبايل): يواجه انتقادات نظراً إلى انعدام خبرته في مجال السياسة الخارجية، إضافة إلى علاقته المقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويؤخذ عليه تلقيه وسام الصداقة من بوتين، وعدم وضوح موقفه بشأن دعم العقوبات التي فُرضت على روسيا، عام 2014.
* إلين تشاو: مرشحة لمنصب وزيرة النقل، تواجه معارضة لأنها متزوجة بزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، ما يشكل تناقضاً مع وعد ترامب بإحاطة نفسه بأشخاص من خارج العالم السياسي المقرّب منه. وهي تعد ثاني خيار في هذا المجال، فقد لحقها اختياره لصهره جارد كوشنر ليكون مستشاراً كبيراً له.
* ويلبر روس: وزير التجارة، يشيد به ترامب على أنه "بطل الصناعة الأميركية" و"أحد أعظم المفاوضين الذين التقيت بهم". ولكن سجله في شراء وإعادة هيكلة الشركات المضطربة، ترافق مع تسريح للعمال وخفوضات في الميزانية، الأمر الذي يثير قلقاً وهواجس كثيرة. ويشار إليه على أنه من الداعمين لإعادة التفاوض، والانسحاب من اتفاقات التجارة الحرة، وهو ما يضعه في صراع مع العقيدة الجمهورية الداعمة للأسواق الحرة.
* بن كارسون: وزير الإسكان والتنمية الحضرية. طبيب جراح كان منافساً لترامب في الانتخابات التمهيدية عن الحزب الجمهوري. يؤخذ عليه عدم اطلاعه على مسائل الإسكان. ويُعرف بالترويج لنظريات مفادها أن السجون تحوّل المساجين إلى مثليين جنسياً، وأن الأهرام بنيت بالأساس من أجل حفظ الحبوب.
* الجنرال جايمس ماتيس: وزير الدفاع. يدلي بتصريحات متهوّرة من وقت إلى آخر، مثل قوله إن "من المسلّي إطلاق النار على بعض الأشخاص". كي يصبح وزيراً للدفاع، يجب أن يوقّع الكونغرس على تنازل يسمح بتخطي قانون فدرالي يمنع الموظفين العسكريين، الذين خدموا خلال السنوات السبع الأخيرة، من شغل منصب وزير للدفاع.
* مايك بومبيو: مدير وكالة الاستخبارات. عمل سابقاً في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب. يرى البعض أنه لا يتمتع بخبرة في عالم التجسس.
* بيتسي ديفوس: وزيرة التعليم. متموّلة وناشطة محافظة. يؤخذ عليها أنها لا تملك خبرة في مجال التعليم، أو اطلاع على السياسات التعليمية.
(الأخبار)