أكد ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك لدى «مجموعة الاتصال الدولية»، في بيان نشرته وكالة دونيتسك للأنباء، أن الجمهوريتين «تودان أن تنضمّا إلى روسيا كغاية مثلى».وقال دينيس بوشيلين وفلاديسلاف دينيغو، ممثلا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين (على التوالي) لدى مجموعة الاتصال الدولية المعنية بحل الصراع في أوكرانيا، في بيان مشترك، إن جمهوريتيهما اللتين أعلنتا استقلالهما عن أوكرانيا، كنتيجة لتصويت الأكثرية الساحقة من قاطنيهما على هذا الخيار في استفتاء شعبي، تعتبران شبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا، وتطمحان إلى اللحاق بها والعودة إلى الحضن الروسي كهدف أخير.

وتجدر الإشارة إلى أن القرم استعادت هويتها الروسية عام 2014، وذلك بمشيئة أهاليها الذين صوتوا خلال الاستفتاء العام لعودة منطقتهم إلى روسيا، بعد أن كانت قيادة الاتحاد السوفياتي قد قررت عام 1954 ضم شبه الجزيرة إلى جمهورية أوكرانيا.
وفي سياق متصل، اتهمت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أمس، الولايات المتحدة بإجبار كييف على مواصلة الصراع في شرق أوكرانيا، وحثت واشنطن على التنفيذ الكامل لمعاهدة الحد من التسلح. وجاء بيان الخارجية الروسية رداً على تقرير لوزارة الخارجية الأميركية اتهم روسيا بانتهاك المعاهدة نفسها.

تدفع واشنطن سلطات كييف إلى مواصلة الصراع مع الأشقاء داخل الدولة

وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو لا تقوم بأي «نشاط عسكري غير عادي»، ورأت أن «خلاصة التقرير هي أن الخارجية الأميركية ما زالت تفضل الأسلوب الدعائي على النقاش العقلاني الموضوعي المفصل للمشاكل (في ما يتعلق بتنفيذ معاهدات الحد من التسلح)». واتهمت الخارجية الروسية واشنطن باستخدام «دبلوماسية الصوت العالي»، نافية أن تكون روسيا قد انتهكت معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى المبرمة عام 1987 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، التي تنص على إزالة الصواريخ النووية والتقليدية التي تطلق من البر وصواريخ «كروز» التي يراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. واستنكرت الخارجية الروسية في بيانها الانتقادات الأميركية لروسيا حول الصراع في أوكرانيا، قائلة إن واشنطن لا تبذل جهداً لحل الأزمة، بل «تدفع السلطات الحالية في كييف إلى مواصلة الصراع مع الأشقاء داخل الدولة».
ونقلت «روسيا اليوم» عن رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، قوله يوم أمس إن موسكو ستتمسك بنهج تعزيز علاقاتها مع دول الشرق، حتى في حال رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
«بغض النظر عن العقوبات، سنحتفظ بهذا الاتجاه للتنمية، وسنعزز التعاون مع كافة الدول الراغبة في التعامل والصداقة مع بلادنا ومع حلفائنا»، قال مدفيديف خلال مشاركته في مؤتمر الصحافة الروسية في موسكو، مشيراً إلى أن روسيا جزء من آسيا، مثلما هي «جزء لا يتجزأ من أوروبا». وأقر مدفيديف بأن العقوبات الغربية دفعت موسكو إلى تكثيف التعاون مع الدول الآسيوية، لافتاً إلى أن تعزيز مواقع روسيا في دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ يعد مهمة ملحة للغاية، وأن القرارات المتخذة بهذا الشأن لا تحمل «طابعاً نفعياً ضيقاً».
ونفى مدفيديف ما تتداوله وسائل إعلام غربية حول نية القادة الروس «إحياء الاتحاد السوفياتي» من طريق اتفاقيات التكامل في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (الذي يضم، بالإضافة إلى روسيا، كل من كازاخستان وبيلاروسيا وأرمينيا وقرغيزستان)، واعتبار الكلام الغربي «هراءً» ومن باب «المستحيل»؛ وفي الوقت نفسه، أكد مديفيديف أن التكامل الاقتصادي «الحقيقي» يجب أن يكون مصحوباً بعمليات التكامل السياسي أيضاً.

(الأخبار، رويترز)