«ليلة الانتخابات كانت الترجيحات تميل لمصلحة تنظيم انتخابات مبكرة... ولكن اليوم، ومع هدوء صخب الانتخابات، بدأت الترجيحات تميل تجاه حكومة ائتلافية»، هذه الجملة الواردة في مقال للكاتب التركي في صحيفة «يني شفق» المقربة من حزب «العدالة والتنمية»، عبد القادر سيلفي، صباح أمس، استطاعت التقاط نبض أنقرة والرئيس رجب طيب أردوغان، الذي ما لبث أن نُقل عنه عصراً «انفتاحه» على خيار تأليف حكومة ائتلافية.
مُذعناً للمرحلة الجديدة التي دشّنتها نتيجة الاستحقاق البرلماني، أبلغ أردوغان النائب عن حزب «الشعب الجمهوري»، دنيز بايكال، يوم أمس، أنه «منفتح على كل الاحتمالات المتعلقة بتأليف ائتلاف». بايكال الذي سيترأس الجلسة الأولى للبرلمان في دورته الجديدة قبل انتخاب رئيس جديد للمجلس، لكونه النائب الأكبر سنّاً، قال عقب لقائه أردوغان إن الأخير «يتفهم أهمية تأليف حكومة بسرعة». وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين حول تناول اللقاء الذي أجراه مع أردوغان مسألة تأليف حكومة ائتلافية أو إجراء انتخابات مبكرة، قال بايكال «أنا نائب في البرلمان.. لا أمتلك صلاحيات تخوّلني إجراء محادثات حول تأليف حكومة ائتلافية، فهناك رؤساء أحزاب وهيئات تابعة لتلك الأحزاب، تمتلك رؤى مختلفة حول هذا الموضوع». وأكد النائب الذي ترأس حزب «الشعب الجمهوري» حتى عام 2010، اتفاقه مع أردوغان على «ضرورة ضمان استقرار البلاد، وإيجاد حلول للتغلب على مصاعب المرحلة الانتقالية التي تعقب الانتخابات عادةً».
دميرتاش: أردوغان والحكومة يصمتان
تجاه انزلاق تركيا إلى
حرب أهلية

من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، في مقابلة تلفزيونية، أن الناخبين منحوا حزب «العدالة والتنمية» مسؤولية تأليف حكومة جديدة برغم خسارته الاغلبية البرلمانية.
وفي وقت بدأت تتضح فيه اتجاهات «العدالة والتنمية»، في ما يخصّ شكل الحكم بعد الخسارة البرلمانية الأخيرة، تتجه الأنظار إلى مناطق جنوب شرق البلاد التي شهدت اضطرابات أمنية في الايام الماضية، وسط مخاوف من تجددها واتساع رقعتها. وبعدما وصل عدد ضحايا تفجير يوم الجمعة الماضي في مدينة ديار بكر إلى 7 اشخاص، اتهم زعيم حزب «الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين ديمرتاش، الحكومة التركية بالوقوف عمداً في موقف المتفرّج فيما يتصاعد العنف في هذه المدينة. وبعد أيامٍ من فوز الحزب الكردي بثمانين مقعداً برلمانياً للمرة الأولى، قال ديمرتاش في مؤتمر صحافي يوم أمس، إن الحكومة وأردوغان «يلزمان الصمت لتقويض نجاح حزبنا في الانتخابات»، مضيفاً أن «هناك أناسا يتخذون خطوات لدفع البلاد نحو حرب أهلية، ورئيس الوزراء والرئيس مختفيان». وتساءل دميرتاش: «ترى هل ينتظران حتى تنزلق البلاد إلى حرب أهلية ليقولا: انظروا إلى مدى أهمية حزب العدالة والتنمية؟». وكان الزعيم اليساري الكردي قد لمّح إلى علاقة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) بالهجمات التي تعرّض لها حزبه خلال الحملة الانتخابية، والتي بلغت 140 هجوماً. وعلى الأثر، يعقد داوود أوغلو اليوم اجتماعاً بقائد القوات المسلّحة ومسؤولين أمنيين كبار آخرين لمناقشة الاضطرابات الأمنية في ديار بكر.
ويوم أمس، أوقفت السلطات التركية 17 شخصاً على خلفية تلك الهجمات، بالتزامن مع إصدار المدعي العام رمضان سولماز قراراً باعتقال مشتبه به موقوف، في قضية الانفجارين اللذين استهدفا تجمعاً انتخابياً لـ «الشعوب الديمقراطي» قبل يومين من الانتخابات. وأوضح سولماز في بيان، أن المحكمة قضت باعتقال المشتبه به بتهمتي «القتل العمد»، و»الانتماء لمنظمة إرهابية»، على خلفية التفجيرين اللذين أديا إلى مقتل 3 أشخاص، فضلاً عن إصابة أكثر من 100 آخرين.
كذلك، لفت البيان إلى أنه «فتح تحقيق بحق مراسل صحيفة تركية، وموظفين حكوميين زودوه بمعلومات، وذلك على خلفية انتهاكهم لسرية التحقيق حول الانفجارين»، مؤكداً «استمرار التحقيقات لكشف كل الملابسات، وتحديد هوية المتورطين جميعاً».
إلى ذلك، قبل البرلمان الأوروبي، أمس، تقرير «التقدم السنوي» لعام 2014 الخاص بتركيا، والمتعلق بمدى تطبيقها «المعايير الأوروبية» في مختلف مجالات الحياة، في إطار انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.