القاهرة ــ الأخبار
كان الحضور والغياب في اجتماع وزراء الخارجية العرب محل سجال وتساؤلات في أروقة الجامعة العربية، ولا سيما بالنسبة إلى غياب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي جاء بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد وما أثاره من عاصفة انتقادات عربية أثّرت على علاقات دمشق مع القاهرة خصوصاً، وهو ما يحاول أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني استدراكه عبر جهود وساطة. ولهذا الغرض غادر وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم اجتماع وزراء الخارجية مبكراً للحاق باستقبال أمير قطر في العاصمة المصرية.
وانتشرت فى أروقة الاجتماع معلومات أن المعلم لم يحضر إلى الاجتماع بناء على «نصيحة مصرية» حذّرته من «حرب كلامية» على الهواء من وزراء بلاد تحتجّ على الطريقة التي تناول بها الأسد الحكام العرب فى خطابه الأخير. إلا أن ديبلوماسياً سورياً في القاهرة لم يتحمس لهذه التفسيرات. وقال لـ«الأخبار» إن غياب المعلم «قرار سوري يرجع الى انشغاله فى مهمات محلية في دمشق».
لكن مصادر عربية مطلعة قالت إن الغياب يعكس استياءً سورياً من مواقف عربية رسمية حول ملف حزب الله. وقالت المصادر إن المعلم كلف عدداً من وزراء الخارجية العرب بتبني طرح وجهة نظر بلاده أمام الاجتماع، بينهم وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم، الذي عدل في آخر لحظة، وبناء على اتصالات مصرية، عن مقاطعة هذا الاجتماع.
وفى حين غاب وزراء خارجية العراق وجيبوتى وجزر القمر والصومال، مثّل السودان وزير دولة، فيما كان التمثيل الفلسطيني في الاجتماع لغزاً جديداً في ظل استمرار التجاذب بين رئيس اللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ووزير الخارجية محمود الزهار.
فقد حضر القدومي الاجتماع وتغيّب عنه الزهار لتفادي وقوع ملاسنة كلامية بينهما، علماً أنهما كادا أن يشتبكا كلامياً في اجتماع وزراء الخارجية العرب العام الماضي خلال التحضير للقمة العربية التي عقدت في الجزائر. وحيّدت الجامعة العربية نفسها لكونها ليست طرفاً في «السجال الفلسطيني»، علماً أن القدومى اعتاد مزاحمة الزهار في مختلف المحافل الإقليمية والدولية وتقديم نفسه كوزير خارجية لفلسطين.
وأثارت مشاركة وزير الخارجية الموريتاني أحمد ولد سيد أحمد سجالاً على هامش الاجتماع، لكون الوزير، الذي تغيب عن اجتماعين سابقين لوزراء الخارجية العرب خلال فترة الحرب على لبنان، مهندساً للعلاقات الديبلوماسية الموريتانية مع إسرائيل.
وتعتقد مصادر عربية أن حضور أحمد هو رسالة موريتانية مفادها أن بلاده لا تنوى التراجع عن تعزيز علاقاتها مع اسرائيل، علما أن القيادة العسكرية الحاكمة في موريتانيا حالياً حاولت منذ وصولها إلى السلطة في آب العام الماضي تقليص حجم علاقاتها مع الدولة العبرية.