أعلنت اوكرانيا، أمس، أنها ستعرض "على العالم أجمع" جنديين روسيين قالت إنهما أُسرا أثناء القتال بين قواتها والقوات المناوئة لها في شرق البلاد.وتنفي روسيا نفيا قاطعا أي ضلوع لها في النزاع الأوكراني، وتتهم القيادة الموالية للغرب في كييف بشن حرب ضد شعبها في الشرق الانفصالي الصناعي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وهي المرة الثانية التي تعلن فيها كييف أسر جنود روس في اوكرانيا خلال أكثر من سنة من النزاع.
وجاء التصريح الأوكراني متزامناً مع زيارة تقوم بها مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية والأوراسية، فيكتوريا نولاند، إلى العاصمة الروسية، التي رأت، بدورها، في الزيارة مؤشراً على تحسن في العلاقات الثنائية، مستدركة في الوقت ذاته في الشأن الأوكراني بالقول إنّ لهجة واشنطن في هذا الصدد لم تتغير.

وقال، أمس، المتحدث العسكري الأوكراني، فلاديسلاف سيليزنيف، لوكالة "فرانس برس" إن السلطات الأوكرانية اعتقلت جنديين "من القوات الخاصة الروسية" في شرق أوكرانيا، وإنها "ستعرضهما على العالم أجمع" خلال مؤتمر صحافي.
وصرّح المتحدث بأنه "من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نظهر للعالم أجمع الجنود الروس الذين يفترض أنهم ليسوا في أوكرانيا"، في إشارة إلى نفي روسيا القاطع أي ضلوع لقواتها النظامية في النزاع. وقال "ندرس المكان الذي سيعقد فيه المؤتمر الصحافي، نظراً لأنهما مصابان بجروح، وننتظر موافقة الأطباء لنقلهما إلى كييف. لقد أعطى الأطباء موافقتهم".
وكان المتحدث العسكري الأوكراني، اندريه ليسنكو، قد أعلن، أول من أمس، أسر هذين الجنديين. لكن كتيبة المتطوعين الأوكرانيين "ايدار" تبنت "أسر الجنديين"، موضحة أن العملية جرت في شتشاستيا، المدينة الخاضعة لسيطرة قوات كييف والواقعة على بعد حوالى 15 كلم من معقل "الانفصاليين" لوغانسك. وزعمت الكتيبة على صفحتها على موقع "فايسبوك" أنهما عنصران من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي.
وبحسب سيليزنيف فإنهما ينتميان الى "اللواء الثالث للقوات الخاصة، ومقره في توغالياتي" على بعد 800 كلم جنوب شرق موسكو على ضفة نهر الفولغا. وقال "كانا على الاراضي الاوكرانية منذ آذار". وتابع قائلاً إن الجنديين اعتقلا بعد معارك بين القوات الأوكرانية "وحوالى 14 عنصرا من القوات الخاصة" الروسية للسيطرة على "جسر استراتيجي". وقتل جندي اوكراني في هذه المعارك.
وجدير بالذكر، أنّ وسائل اعلام روسية طالبت اعتباراً من شهر آب بكشف الحقيقة حول احتمال وجود قوات روسية في اوكرانيا بعدما أشارت إلى دفن جنود في روسيا قتلوا في ظروف غامضة.
في غضون ذلك، استكملت المسؤولة الأميركية، فيكتوريا نولاند، زيارتها إلى موسكو، أمس، التي تأتي بعد أيام على زيارة وزير الخارجية، جون كيري، روسيا، واجتماعه بالرئيس، فلاديمير بوتين، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف.
وفي هذا الصدد، أشار المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس، إلى أن زيارة نولاند علامة على أن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ربما بدأت تتحسن. وقال للصحافيين لدى سؤاله عما إذا كانت الزيارة مؤشراً على تحسن العلاقات، "نعم ... عندما اجتمع الرئيس بوتين مع الوزير لافروف ووزير الخارجية كيري... جرى الحديث عن الحاجة إلى حوار أكثر عمقاً".
من جهة أخرى، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عقب اجتماعه بنولاند، عن عدم ارتياح بلاده لحال العلاقات بين البلدين. وأكد أن موسكو شعرت "باهتمام واشنطن بالحوار"، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم وجود أي أوهام لدى الجانب الروسي بهذا الشأن.
وأوضح ريابكوف أن زيارة الديبلوماسية الأميركية لم يخطط لها مسبقاً، وهي تأتي نتيجة للنقاش بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي في سوتشي على البحر الأسود الأسبوع الماضي.
وفي ما له علاقة بالأزمة الأوكرانية، قال إن لهجة واشنطن لم تتغير حتى الآن، مضيفاً "نحن بطبيعة الحال نستخدم كل اتصال مع زملائنا الأميركيين من أجل تشجيعهم على التخلي عن اللهجة الهدامة، والأهم على تعديل سياستهم بشأن أوكرانيا"، مشيراً إلى أن جهود موسكو في هذا المجال لم تحقق نتائج مطلوبة. وتابع قائلاً: "ربما علينا أن نعمل على ذلك بفعالية أكثر".
وأكد الديبلوماسي الروسي أن موقف بلاده يتمثل في ضرورة أن تقيم كييف حواراً مباشراً مع دونيتسك ولوغانسك وتمتنع عن أي محاولات لزعزعة الوضع بالقوة من أجل تحقيق الاستقرار والتسوية.
ومن المتوقع أن يتوسع البحث بين نولاند ووالمسؤولين الروس في شأن الأزمة في أوكرانيا خلال لقائها مع النائب الثاني لوزير الخارجية الروسي، غريغوري كاراسين.
وكانت المسؤولة الأميركية قد ذكّرت في كييف يوم السبت الماضي بضرورة الاحترام الكامل "لاتفاقات السلام" الموقعة في مينسك، مضيفة أن بلادها مستعدة لبذل المزيد من الجهود في العملية. وقالت إن الولايات المتحدة "ترغب في تعميق التزامها بغية مساعدة مختلف الأطراف على التنفيذ الكامل" للاتفاقات. وأشارت مساعدة وزير الخارجية الأميركي التي التقت، يوم السبت، الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، إلى أنها تغادر أوكرانيا حاملة بعض التفاؤل"، مضيفة "نعلم... أن الإصلاحات مؤلمة. لكنكم (الأوكرانيين) على الطريق الصحيح نحو دولة أكثر ديموقراطية".
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)