صنعاء ــ ابو بكر عباد
تزامن العدوان الإسرائيلي على لبنان مع الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن، لم يمنع المواطن اليمني من التأثر بالحدثين، اللذين طبعتهما الصور والملصقات.
فإبان فترة تصاعد العدوان على لبنان، كان بيع صور الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وتوزيعها هو الأبرز والأكثر انتشاراً، لدرجة أن مصدراً غير رسمي أفاد إحدى كبريات المطابع اليمنية في العاصمة بأنه يتوقع أن يكون ما طبع في اليمن من صور لنصر الله قد فاق 3 ملايين صورة من أحجام
مختلفة.
والمراقب للشارع اليمني كان لا يرى تقريباً سيارة تخلو من صورة نصر الله، خصوصاً في المدن اليمنية الكبرى، من دون تضييق من الدولة التي كانت هي المحفز الأول لعواطف اليمنيين.
وبعد لبنان، جاء استحقاق اليمن الرئاسي الذي انتشرت فيه الملصقات والصور، ووصل الأمر إلى أن المطابع كانت ترفض أي أعمال طباعية، وارتفعت أسعار الورق والحبر في البلاد إلى أربعة أضعافها.
وبعد شهر كامل من انتهاء استحقاق اليمن، كثفت خلاله بلديات المحافظات اليمنية نزع الصور والملصقات من الشوارع والأزقة الخاصة بمرشحي الانتخابات الرئاسية والمحلية، لا تزال صور نصر الله تزيّن عدداً كبيراً من السيارات وعدداً اكبر من المحال
والبيوت.
ويفسّر المراقبون ذلك بأن المواطن اليمني يرى في الانتخابات اليمنية «تحصيل حاصل» والنتيجة معروفة سلفاً، لكنه يتفاعل معها لكونها الحدث الأبرز المسيطر على الشارع المحلي، وما إن تنتهي حتى يعود إلى حاله ووضعه الاقتصادي المتواضع ليلاحق لقمة العيش
الصعبة.
وينظر المواطن اليمني خصوصاً، والعربي عموماً، بحسب تفسيرات المراقبين، إلى حزب الله المتمثل رمزاً في أمينة العام، بأنه نصَر الأمة ورفع الكرامة، وهو رمز للقوة في زمن دفع فيه القادة العرب شعوبهم إلى إعلان الهزيمة حتى قبل خوض المعركة، وهذا ما يدفع اليمني إلى الاحتفاظ بمن يرى فيه فخراً شخصياً
له.
وكان الشارع اليمني قد شهد تظاهرات عديدة دعماً للمقاومة ولبنان خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.