فيما أعلنت وزارة الداخلية النيبالية يوم أمس أن الحصيلة الرسمية لقتلى الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد يوم السبت الماضي ارتفع الى 5057 شخصاً، فضلآً عما يزيد على 10 آلاف من المصابين، قال رئيس وزراء النيبال، سوشيل كويرالا، إن العدد الإجمالي لقتلى الزلزال قد يصل إلى 10 آلاف! وقالت الحكومة التي أعلنت الحداد لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا إنها تواجه «وقتاً عصيباً في التعامل مع الأزمة نتيجة لمواردها المحدودة... (وإنها) تبذل قصارى جهدها في عمليات الإنقاذ والإغاثة، وتتخذ وضعاً أشبه بوضع الاستعداد للحرب».
ولا يزال الآلاف من سكان العاصمة النيبالية كتماندو يبيتون ليلتهم في العراء تحت المطر أو في الخيم البلاستيكية، في الأماكن العامة والمتنزهات وعلى أرصفة الطرقات؛ إما لأن منازلهم قد سويت بالأرض، أو خوفاً من الهزات الارتدادية المتواصلة التي ما انفكت تقض مضاجع المواطنين المنكوبين الذين يشكون أيضاً نفاد المؤن، ويصطفون طوابير طويلة أمام المتاجر ومحطات الوقود، فيما تحذر الحكومة من بيع السلع في السوق السوداء. وقال أوبي سينغ، المدير العام للقوة الوطنية الهندية للاستجابة للكوارث الطبيعية المشاركة في جهود الإنقاذ والإغاثة، إن المعدات الثقيلة لم تتمكن من المرور عبر الكثير من شوارع كتماندو الضيقة، وإن «رفع الحطام قد يستغرق أسابيع». واكتظت المستشفيات بالمصابين وبجثث القتلى، فيما تعاني البلاد نقصاً في المياه والغذاء والطاقة، ما يثير المخاوف من انتشار الأمراض.
وفيما أدى الازدحام في مطار كتماندو الدولي، جراء وصول معدات الإغاثة وفرق الإنقاذ، بالتزامن مع محاولة آلاف السكان السفر هرباً من البلاد، إلى إبطاء تدفق المساعدات، تواجه السلطات مشقة في نقل الإمدادات إلى مناطق أبعد من العاصمة، وذلك بسبب انهيار طرق المواصلات. والوضع أسوأ في المناطق الريفية النائية، حيث سدت الانهيارات الأرضية الطرق السريعة وانقطعت المياه والكهرباء عن الكثير من القرى، وبات المزارعون يقتاتون على ما استطاعوا إنقاذه من الطعام، دونما مساعدة من أي جهة حكومية أو خارجية. وفي بعض القرى النائية، هرع القرويون باتجاه مروحيات الإغاثة، طالبين من طواقمها نقلهم الى مناطق آمنة، أو تزويدهم بالماء والطعام؛ كما أمكن مشاهدة عشرات المنازل في العديد من القرى النائية وقد تحولت الى ركام من الخشب والصفيح. وقال جاغديش شاندرا بوخيريل، المتحدث باسم الجيش النيبالي، إن «الوصول الى المناطق النائية يستغرق وقتاً طويلاً جداً؛ ودون وجودنا هناك فعلياً لن نتمكن من الوصول (إلى القرويين) ومساعدتهم وإنقاذهم»، موضحاً أن قواته تبذل «كل ما في وسعها». وقالت ليلا ماني بوديل، كبيرة أمناء الحكومة النيبالية، «نحث الدول الأجنبية على تزويدنا بمواد الإغاثة الخاصة والفرق الطبية؛ نحن بحاجة فعلية إلى المزيد من الخبرة الأجنبية للخروج من هذه الأزمة». بشكل أو بآخر، فالزلزال الذي ضرب البلاد يوم السبت الماضي بقوة 7.9 درجات على مقياس ريختر، طاول حياة حوالى 8 ملايين شخص من أصل 28 مليون نسمة، هو عدد إجمالي سكان البلاد، حسبما أعلنت الأمم المتحدة يوم أمس في تقرير جاء فيه أن أكثر من 1.4 مليون شخص في النيبال يعانون نقصاً في الماء والمواد الغذائية والملاجئ. وكان كويرالا قد أوضح أن حكومته «تتلقى دعوات للمساعدة من كل جهة، لكنها غير قادرة على تنظيم أعمال الإغاثة بشكل متزامن في العديد من المناطق، بسبب نقص التجهيزات والاختصاصيين».
(أ ف ب، رويترز)