صنعاء ـــ أبو بكر عباد
لم تتوقف تداعيات إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين على الوضع الداخلي العراقي، بل اتسع مداها عربياً لتتسبّب ببوادر أزمة بدأت تظهر في الأفق بين اليمن والكويت.
واكتفى مصدر في الحكومة اليمنية، لم يفصح عن اسمه، بالتعليق على الهجوم الكويتي على اليمن بسبب تعاطفه مع إعدام صدام، بالقول “إن اليمن لن ينجرّ إلى أي نوع من المهاترات في ظل الظروف التي تعانيها الأمة العربية من الانقسامات والأزمات التي تهدد مستقبلها”.
وجاء التعليق اليمني رداً على إساءات متكررة، صدرت من صحف وبرلمانيين كويتيين، وصفت قيادة اليمن وحكومته وشعبه بأنهم “ناكرو الجميل” و“أيتام صدام من الحكام الذين ينتظرون مصيرهم الأسود”، ويُقصد بذلك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وجاء الهجوم الكويتي رداً على ما شهدته صنعاء من مسيرات جماهيرية منددة بعملية إعدام صدام، وما أقيم فيها من مجالس عزاء، شاركت فيه قيادات يمنية مختلفة.
وكانت العلاقات السياسية والاقتصادية اليمنية الكويتية قد شهدت تحسناً خلال الأعوام الاخيرة، بعد البرود الذي طالها إبان الغزو العراقي للكويت ودخول اليمن في ما كان يسمّى محور “دول الضد”.
إلا أن علاقات البلدين يشوبها من حين الى آخر بعض “السحب الغائمة”، وخصوصاً التي ظهرت بعد الدعم المتواضع الذي منحته الكويت لصنعاء في مؤتمر اليمن للمانحين الذي عقد في منتصف تشرين الثاني الماضي واستضافته العاصمة البريطانية لندن.
وفي إطار تعاطف اليمنيين مع إعدام صدام، سجلت عشرات الحالات في عدد من المستشفيات اليمنية لمواليد سمّوا “صدام”.
وقال مصدر طبي إن بعض الأسر التي رزقت بمواليد “إناث” سجلت أسماءهن في شهادات الميلاد باسم “رغد” تيمناً بابنة صدام حسين.
وأشارت مصادر طبية أخرى إلى أن شابين يمنيين “انتحرا” فور مشاهدتهما عملية شنق الرئيس العراقي المخلوع.
كذلك، قالت مصادر لموقع “الصحوة نت” إن يمنياً أقدم على تطليق زوجته التي كانت تدعوه إلى الخروج لجلب أغراض المنزل بينما كان مشغولاً بمتابعة وقائع إعدام صدام حسين، وذلك عندما هاجمت الزوجة الرئيس العراقي المخلوع ووصفته بأنه “مجرم ويستحق الإعدام”.