ارتفع عدد قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب النيبال يوم السبت الماضي، كما الهزات الارتدادية المتكررة، إلى أكثر من 3700 شخص، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية النيبالية يوم أمس. ومن المرجح أن يرتفع عدد الضحايا مع انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض، فيما يجاهد عمال الانقاذ للوصول إلى المناطق النائية في البلاد، وذلك عدا العشرات الذين قُتلوا في أقاليم صينية وهندية مجاورة، حيث أعلنت بكين يوم أمس مقتل 20 شخص على الأقل وإصابة 58 آخرين في إقليم التيبت جنوب غربي البلاد، وإجلاء 24800 شخص من مدينة «شيقاتسه» في الإقليم.
لم يحظ النيباليون بفرصة لالتقاط الأنفاس بعد الزلزال الذي شهدته البلاد يوم السبت الماضي، والذي بلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر، إذ تتالت الهزات الارتدادية التي بلغت قوة إحداها 6.7 درجات. وفيما تواصلت عمليات انتشال الجثث من حطام المنازل المدمرة في العاصمة كاتماندو ومحيطها، افترش الآلاف من سكان المدينة الشوارع وأمضوا ليلتهم في العراء، وفرّ الآلاف منهم يوم أمس إلى خارج المدينة، خوفاً من الهزات الارتدادية التي تواصلت على مدى اليومين الماضيين، وخوفاً من نقص المياه والطعام. وتكدست الطرق المؤدية إلى خارج المدينة التي يقطنها نحو مليون شخص بالنازحين الذين حمل الكثير منهم أطفالاً رضّعاً، وحاولوا ركوب الحافلات المزدحمة وحتى الشاحنات وعربات نقل البضائع، كذلك تشكلت طوابير طويلة في المطار الدولي، بانتظار عودته إلى العمل بعد توقفه جراء الأضرار الجسيمة التي لحقت به وبمدرجاته.

مساعدات دولية لضحايا الزلزال

بدأت فرق إغاثة من دول عدة بالتوافد إلى النيبال، فوصلت فرق إغاثية وطبية تركية وباشرت عملها، وغادرت فرق طبية صينية بكين يوم أمس في طريقها إلى كاتماندو. وكانت الجزائر قد أعلنت مساء الأحد تقديمها مساعدات بقيمة مليون دولار أميركي إلى النيبال، إلى جانب إرسال فريق من قوات الدفاع المدني للمشاركة في أعمال الإغاثة.
ويعتزم الصليب الأحمر الألماني إرسال طائرة محملة بمواد إغاثية تبلغ قيمتها 670 ألف يورو إلى المناطق المتأثرة بالزلزال، وترسل منظمات غير حكومية ووكالات حكومية هندية مواد إغاثة، وتُجلي النيباليين المنكوبين عبر الطرق البرية، فيما أرسل الجيش الباكستاني أربع طائرات تحمل أسرّة مستشفيات وفرق بحث وإنقاذ ومواد إغاثة. وأعلنت وزارة الدفاع الكندية أن فريق المساعدة والإنقاذ التابع للجيش الكندي غادر تورنتو متجهاً إلى النيبال، حاملاً معدات تقنية ومساعدات إنسانية. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت يوم الأحد تخصيص مساعدات طارئة بقيمة 3 ملايين يورو للنيبال، ونُكّست الأعلام خارج مقر المفوضية الأوروبية. وأعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة يوم أمس إعداده لعملية "ضخمة" في النيبال، متحدثاً عن إرسال طائرة محملة بالمؤن الغذائية في أسرع وقت ممكن. وإلى جانب المساعدات المالية والإغاثية، طلبت النيبال من دول العالم معدات ثقيلة لرفع الأنقاض وطائرات هليكوبتر لإجلاء المصابين.

الزلزال فاقم أزمة اقتصاد فقير أصلاً

يضع الزلزال النيبال، وهي واحدة من أفقر دول آسيا، أمام مهمة صعبة لإعادة البناء، معيداً البلاد سنوات الى الوراء، بعدما كانت قد بدأت بالتعافي من حرب اهلية استمرت عقداً من الزمن. وبحسب راجيف بيسواس، الاقتصادي المختص بمنطقة آسيا - المحيط الهادئ في شركة "اي اتش اس" للأبحاث التجارية، فإن "الكلفة الكاملة لاعادة البناء في إطار مشاريع تتضمن معايير السلامة في مناطق تقع على خط الزلازل تتخطى 5 مليارات دولار، أي نحو 20% من الناتج المحلي الاجمالي"، ويبلغ معدل دخل الفرد سنويا 1000 دولار فقط، وفق "اي اتش اس".