تتلقف موسكو الفرص المناسبة لرسم الخطوط العريضة لاستراتيجية التعاون بينها وبين طهران، انطلاقاً من اتفاق الإطار النووي الذي جرى التوصل إليه، في 2 نيسان، واستباقاً للاتفاق النهائي الذي قد يوقَّع في أواخر حزيران، بفعل المحادثات النووية التي استؤنفت أمس في فيينا، والتي لا يزال يمثل فيها توقيت تخفيف العقوبات حجر العثرة الأساسي.وبعد مرور أيام على الإعلان الروسي لتوريد منظومة صواريخ «اس 300» إلى إيران، الذي رافقه جدل وانتقاد غربي، أعربت موسكو، أمس، على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، عن تمسّكها بتوريد هذه المنظومة، لأنها تمثل «عامل ردع أمام الذين يفكرون في توجيه ضربات ضد إيران».

وفي حديث إلى إذاعات «سبوتنيك» و«صدى موسكو» و«موسكو تتحدث»، أكد لافروف أن «موسكو لا تريد أن تصبح طهران ضحية جديدة للاستخدام غير المشروع للقوة». وقال إن بلاده «ضد استخدام القوة العسکرية ضد إيران بصورة غير قانونية»، مضيفاً أن «ما يحدث في اليمن والتطورات الأخری في منطقة الشرق الأوسط تشير إلى وجود مخاطرات، ولا نريد أن تتعرض إيران لهجوم عسكري». وعقب على ذلك بالقول إن «تزويد إيران بأنظمة أس 300 سيجعل من يريد الاعتداء عليها يفكر مرتين، قبل أن يقدم على هذه الخطوة».
ظريف سيجتمع
مع كيري على
هامش مؤتمر دولي في نيويورك

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن «إس 300 منظومة لا يمكن استخدامها لصدّ الضربات النووية الاستراتيجية، وهي مختلفة عن منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية القادرة على ذلك».
أما عن التعاون العسكري بين البلدين، عموماً، فقد أوضح لافروف أن «روسيا وإيران ليستا بحاجة لإقامة تحالف عسكري، هذا غير واقعي»، مشيراً إلى أن «لدينا شراكة سياسية وعسكرية مع إيران».
وفي هذا الإطار، قال: «نتعاون مع إيران ضد الإرهاب في إطار منظمة شانغهاي للتعاون»، معلناً في الوقت ذاته حرص بلاده علی توسيع التعاون العسکري معها.
في هذه الأثناء، كان المفاوضون من إيران والقوى الست الكبرى قد استأنفوا محادثاتهم النووية في فيينا، للتوصل إلى اتفاق نهائي في الـ30 من حزيران المقبل، الأمر الذي رافقته تصريحات من كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني وكبير المفاوضين عباس عراقجي عن ضرورة رفع العقوبات مع البدء بتنفيذ الاتفاق.
وفي كلمة أمام مؤتمر قادة الدول الآسيوية – الأفريقية، المنعقد في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، قال روحاني إن الاتفاق النهائي يجب أن «يضمن حق إيران في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، ويجب أن يتضمن إلغاء كافة العقوبات الاقتصادية». وأشار إلى أن «هدف إيران هو التعامل البنّاء»، مضيفاً أن ذلك «سيعود بالنفع علينا جميعاً وعلى بقية شعوب العالم».
من جهته، صرح عراقجي بأن «إيران تعتقد أن كافة أنواع الحظر الاقتصادي والمالي، يجب أن تزال في اليوم نفسه من تنفيذ الاتفاق»، مضيفاً: «لكن ينبغي أن نبحث في كيفية إزالة هذا الحظر».
وعقب وصوله إلى فيينا، أوضح عراقجي أن موضوع كيفية رفع الحظر، «تنبغي مناقشته حالياً نظراً إلى وجود أنواع الحظر المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي وأميركا ومجلس الأمن».
وبشأن صياغة نص الاتفاق، أشار كبير المفاوضين الإيرانيين إلى أنه «بعد مفاوضات لوزان والحلول التي جرى التوصل إليها، فإن كتابة هذه الحلول بكل تفاصيلها ستبدأ اليوم (أمس)، وهو عمل شاق جداً». ولكنه عقب بالقول: «نعتقد أنّ من الممكن التوصل إلى اتفاق عادل ومنصف في نهاية حزيران أو حتى قبل ذلك».
إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف بحث، هاتفياً، مع نظيره الأميركي جون كيري القضية النووية، ليل أول من أمس، في وقت نقلت فيه وسائل الإعلام الإيرانية عن ظريف قوله إنه سيجتمع مع كيري، الاثنين في نيويورك، على هامش مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي الذي يعقد في الأمم المتحدة.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)