وصل وزير الدفاع الأميركي، اشتون كارتر، يوم أمس، إلى كوريا الجنوبية، قادماً من طوكيو، في إطار جولة تشمل حلفاء واشنطن في شرق آسيا، يهيمن على جدول أعمالها التصعيد العسكري في شبه الجزيرة الكورية. وكان قد تزامن وصول كارتر إلى اليابان مع إطلاق كوريا الشمالية صاروخين في البحر الأصفر، فيما تُجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية مناورات تقول بيونغ يانغ إنها تمرين على اجتياح أراضيها.
وحاول الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سيوك التقليل من أهمة إطلاق الصواريخ، قائلاً إن الصاروخين أُطلقا من قاعدة على الساحل الغربي لكوريا الشمالية يوم الثلاثاء الماضي «بمناسبة تدريبات روتينية على ما يبدو»، موضحاً أن «كوريا الشمالية تطلق بانتظام صواريخ ارض جو»، وأن وزارته لا تعتبر ان هذه الصواريخ تشكل تهديداً. في المقابل، استثمر وزير الدفاع الأميركي في الحادثة، قائلاً عند وصوله الى سيول «إنها رسالة ترحيب بي»، وإن الحادثة تذكّر «بمدى خطورة الوضع في شبه الجزيرة الكورية»، وبالتالي ضرورة وجود "قوة (أميركية) مدربة بشكل جيد دعماً للقوات الكورية الجنوبية".
وسيعود كارتر الى شرق آسيا في شهر أيار المقبل ليشارك في منتدى سنوي في سنغافورة يجمع مسؤولين في الدفاع وضباطاً كباراً ودبلوماسيين وخبراء أمنيين، وذلك قبل أن يزور الهند. من جهتها، تحاول اليابان استطلاع آراء دول أخرى مشاركة في المفاوضات السداسية المعلقة حول برنامج كوريا الشمالية النووي، في محاولة لعقد اجتماع غير رسمي في طوكيو في نهاية حزيران المقبل؛ حيث تقول مصادر حكومية يابانية إن طوكيو تريد استضافة لقاء تحضيري يهدف الى استئناف المحادثات الرسمية حول الملف. وتهدف المحادثات إلى حمل كوريا الشمالية على وقف برنامجها النووي مقابل مساعدات اقتصادية و"ضمانات" دبلوماسية وأمنية. وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في نيسان 2009، رداً على انتقادات الأمم المتحدة لها بسبب تجربة فاشلة لإطلاق قمر اصطناعي، انسحابها من المفاوضات السداسية واستئنافها برنامجها النووي.
وفي السياق، تجدر الإشارة إلى تحدي كوريا الشمالية المستمر لقرارات الأمم المتحدة التي تمنعها من إجراء تجارب لصواريخ بالستية، رغم معاناتها الحصار الخانق منذ حوالى نصف قرن؛ كما تجدر الإشارة إلى أن المناورات السنوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية دائماً ما تثير توترات بين الكوريتين اللتين تُعتبران في حالة حرب منذ الحرب الكورية (1950-1953) التي انتهت بقصف استراتيجي أميركي أوقع مئات آلاف القتلى والجرحى، وباتفاق وقف إطلاق نار وليس اتفاق سلام، وبحصار خانق على كوريا الشمالية منذ حوالى نصف قرن.

(أ ف ب، الأخبار)