جدّدت روسيا أمس التأكيد على أنّ الدرع المضادة للصواريخ التي تنوي الولايات المتحدة نشرها في أوروبا الشرقيّة تمثّل «تهديداً جدياً» لأمنها، وأنّ انضمام جورجيا وأوكرانيا الى «حلف شمالي الأطلسي» سيكون له أثر سلبي على علاقة موسكو بالحلف، فيما انضمّت ليتوانيا إلى نادي معارضي المقترحات الروسيّة البديلة بشأن «المنظومة الدفاعيّة».ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسيّة عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه دنيسوف قوله «إذا ما أخذنا في الحسبان احتمال تعديل الأنظمة المضادة للصواريخ لتحويلها إلى أسلحة هجومية، يمكن أن يمثّل المشروع تهديداً جدياً للدول الموقعة على معاهدة الأمن الجماعي» وهي روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وجميعها كانت تحت لواء الاتّحاد السوفياتي.
وأوضح دنيسوف أنّ انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى «الأطلسي» لا يمكن «إلّا أن يؤثر على علاقاتنا بهاتين الدولتين وعلى علاقاتنا بحلف الأطلسي بمجمله»، مشيراً إلى أنّ بلاده لا ترى «أسباباً منطقية لتوسيع (الحلف باتجاه الشرق) من وجهة نظر مصالح دوله وأمنها لأنّ ذلك لن يساهم في تعزيز اجواء الثقة والتعاون في أوروبا».
من جهة أخرى، وفي تعليق على تصريح النائب الأوّل لرئيس الحكومة الروسيّة سيرغي إيفانوف عن اضطرار موسكو لنشر وحدات صاروخية في مقاطعة كالينينغراد إذا مضت واشنطن بالمنظومة الصاروخيّة في بولندا وتشيكيا، قال وزير الخارجية الليتواني بياتراس فايتيكوناس، إنّ ذلك «لا ينسجم مع روح الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والاتحاد الأوروبي».
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسيّة عن فايتيكوناس قوله للصحافيين في فيلنوس «لا نستطيع إلا أن نعرب عن الأسف إذا تأكد موقف موسكو».
وفي السياق، رأى وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أمس، أنّه من الضروري بالنسبة لروسيا بناء علاقات شراكة متكافئة مع الاتحاد الأوروبي، نافياً وجود أزمة في العلاقات بين الجانبين. وذكرت «نوفوستي» أن كلام لافروف جاء خلال اجتماع موسّع عقد في موسكو وكرّس لمناقشة مسائل تحسين العلاقات التجارية الاقتصادية بين روسيا والاتحاد، ناقلةً عنه تأكيده أنّ العلاقات بين الجانبين «تتطوّر بنجاح»، مشيراً إلى أن روسيا تقف موقفاً إيجابياً تجاه مسألة توسيع الاتحاد خلافاً لقضية توسيع «الأطلسي».
(يو بي آي، أ ف ب)