انتهى اليوم التفاوضي الإضافي في لوزان إلى تمديد جديد قد يستمر إلى مساء اليوم، في ظل تعتيم على ما يجري داخل الغرف المغلقة. تعثر الإعلان عن شيء، ولو بياناً صحافياً يشير إلى نقاط التوافق كما جرى الحديث، ينبئ بأن المحادثات لا تزال متعثرة. لكن حركة وزراء الخارجية، يتقدمها بقاء جون كيري وعودة لوران فابيوس مجدداً من باريس، تنبئ بأن الأمل لم ينعدم بعد.
وقالت الخارجية الأميركية إن كيري سيواصل التفاوض مع إيران ونظرائه، حتى صباح اليوم، على أقل تقدير، على وقع دعوة من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الكبرى إلى اقتناص الفرصة. وعللت نائبة المتحدث باسم الوزارة ماري هارف السبب وراء التمديد بـ«مواصلة إحراز تقدم»، مشيرة إلى أنه «لم نتوصل إلى تفاهم سياسي، ولذلك فإن الوزير كيري سيبقى في لوزان، حتى صباح (اليوم) الخميس على أقل تقدير لمواصلة المفاوضات».
من جهته، أكد ظريف، بعد اجتماع مع نظيره الأميركي، أن إيران «أظهرت استعدادها للحوار بكرامة، وحان الوقت لشركائنا في التفاوض لاقتناص هذه الفرصة التي قد لا تتكرّر». وقال: «نحن نتفاوض مع ست دول لها مصالح مختلفة ومواقف مختلفة وعلاقات مختلفة مع الجمهورية الإسلامية»، معتبراً أنه «في بعض الأحيان تكون لهذه الدول وجهات نظر مختلفة».
وشدّد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده تريد «تفاهماً مع العالم، ولكنها لن تقبل بالإذعان للقوة ولن تقبل بالمطالب المبالغ فيها»، معتبراً أنه «يجب على أصدقائنا أن يقرروا ما إذا كانوا يرغبون في أن يكونوا مع إيران بناءً على الاحترام، أو أنهم يرغبون في الاستمرار على أساس الضغط». وتابع: «جرّبوا أحد الخيارين، وحان الوقت ليجربوا الخيار الثاني».
بدوره، أشار كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي إلى أن بلاده تأمل إنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق مبدئئ.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، أعرب عراقجي عن إصرار الجانب الإيراني «على رفع العقوبات المالية والمصرفية والنفطية المفروضة على إيران فوراً، أما بالنسبة إلى العقوبات الأخرى، فينبغي البحث عن صيغة لرفعها». وأضاف: «ولكننا نصرّ على الاحتفاظ بحقنا في إجراء البحوث في وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة».

أعلنت واشنطن أن
كيري سيواصل التفاوض
حتى صباح اليوم


ووفق ما أكده عراقجي، كان من المتوقع إصدار بيان مشترك حول التقدم المحرز إلى الآن، في وقت لاحق من يوم أمس، لكنه أضاف: «لن ندع عامل الزمن يقيّدنا في المفاوضات، فالوقت مهم بالنسبة إلينا، لكن مضمون المفاوضات ومطالبنا أهم».
من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وجود «إطار عام للتسوية، لكن ما زال هناك مسائل أساسية يتعين العمل عليها»، مضيفاً أنه «تم إحراز تقدم مهم في الأيام الأخيرة، لكن التقدم ما زال بطيئاً».
في مقابل ذلك، ما زالت تنتشر لدى بعض المفاوضين مخاوف من أن تفشل المفاوضات بشكل كامل. وفي هذا السياق، بدا لافتاً إعراب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، عن اعتقاده بأن المحادثات النووية بين القوى الكبرى وإيران، قد تنهار لكن ستُبحَث مقترحات جديدة مع استمرار المحادثات ليلاً.
وعندما سئل عن احتمال انهيار المحادثات، قال شتاينماير: «بالطبع»، مضيفاً أنه سيظل في لوزان ليلاً وسيقرّر ما إذا كان سيبقى يوم الخميس أيضاً. وتابع شتاينماير أن الكرة الآن في ملعب إيران للتقدم باقتراحات جديدة، في هذه المرحلة في ظل تقدم القوى الست بالكثير من الأفكار.
في هذه الأثناء، وفيما غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مدينة لوزان، عاد إليها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، مساءً، بعدما كان هو الآخر قد غادرها إلى باريس لحضور جلسة مجلس الوزراء.
وكان فابيوس قد أعلن في وقت سابق من يوم أمس، أن «الأمور تقدمت إنما ليس بقدر كافٍ بعد حتى نتمكن في لحظة عودتي لاستعراض الوضع، من إبرام (اتفاق) على الفور». وأضاف: «تقدمنا، لكن ليس في جميع النقاط. تركت مديري السياسي هناك وأبقى على اتصال معه وما إن يصبح ذلك ضرورياً، سأعود إلى هناك. زميلاي الصيني والروسي غادرا أيضاً ويبقى زميلان آخران، الزميلان الأميركي والإيراني».
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)