القاهرة ـ الأخبار
مواجهات بين الطلاب والأمن ومطالبة برلمانية بإقالة الحكومة

فيما دخلت المواجهات بين السلطات المصرية والطلاب مرحلة الهدوء الإجباري بفعل عطلة الجامعات أمس، عقب احتجاجهم على عمليات «تزوير وغش واسعة» لاستبعاد التيارات المناوئة للحكومة من الانتخابات الجامعية، وخصوصاً المناصرين لجماعة «الإخوان المسلمين»، يبدو أن «العاصفة» ستشتد مجدداً خلال الأسبوع المقبل.
وفتح باب الترشيح للانتخابات الطلابية يوم الثلاثاء الماضي. إلّا أن الطلاب تذمّروا من ممارسة إدارة الجامعات بعض الإجراءات التعسفية التي من شأنها تعطيل ترشيحهم. وكانت ردود فعل الطلاب متقاربة إزاء هذه القضية، إذ شهدت الجامعات المصرية تظاهرات واعتصامات ضد الإجراءات، التي رأتها معظم المنظمات والمؤسسات الحقوقية انتهاكاً واضحاً لحرية الطلاب في التنظيم، وفي إدارة شؤونهم الخاصة.
وتذمّر الطلاب من تحويل الجامعات على مدى اليومين الماضيين إلى قلاع أمنية بفعل تمترس قوات مكافحة الشغب المعروفة باسم «قوات الكاراتيه السيئة السمعة» داخل مختلف الجامعات المصرية، وخصوصاً «القاهرة» و«عين شمس».
وقالت مصادر «الإخوان المسلمين» إن «عشرات البلطجية، بقيادة الأمن ورئيس الجامعة أحمد زكي (نجل وزير الداخلية الأسبق)، اقتحموا الحرم الجامعي واعتدوا بالضرب على الطلاب المعتصمين، مستخدمين العصي والأحزمة، وألقوا قنابل المولوتوف والقنابل الصوتية، ما أدى إلى جرح 11 طالباً واعتقال 13 آخرين».
وأصدر اتحاد الطلاب المُعيَّن بياناً نفى فيه اتهامات الحكومة ووسائل إعلامها لطلاب «الإخوان» بالمسؤولية عن المواجهات الدموية التي وقعت على مدى اليومين الماضيين.
في المقابل، شنَّ أعضاء مجلس الشعب هجوماً شديداً على «السياسات الحكومية الخاطئة، التي أدت إلى وأد الحرية والديموقراطية والاعتداء على الدستور والقانون داخل الجامعات المصرية». وأكدوا أن تدخُّل الحكومة «السافر وغير المبرر» في انتخابات الاتحادات الطلابية «يستلزم محاكمتها برلمانيّاً وإقالتها فوراً من دون انتظار أي تغيير وزاري».
وتقدّم النائب ماهر عقل بسؤال برلماني عاجل إلى رئيس الحكومة أحمد نظيف ووزير التعليم العالي هاني هلال عن تزوير الانتخابات في الجامعات والاعتداء على الطلاب. وتساءل: «هل تعيش مصر فعلاً أزهى عصور الديموقراطية والحرية والنزاهة الانتخابية كما تردّد الحكومة، أم أننا نعيش في عصر وأد الحريات وتزوير الانتخابات التي وصلت إلى داخل الحرم الجامعي؟».
من جهته، حذَّر الأمين العام للكتلة البرلمانية لـ«الإخوان المسلمين» محمد البلتاجي من مغبة الإفراط في العنف ضد الطلبة في الجامعات المصرية، مشدداً على أن ذلك قد «يُفرِّخ إرهابيين ينازعون الدولة حقوقها ويقفون ضد المجتمع»، متسائلاً عمَّا «يُنتظر من طلاب انتهكتْ حقوقهم ومورس العنف ضدهم بشتى أنواعه إلى أن يصبحوا ناقمين على الدولة والمجتمع».
وكشف الأب الروحي لمجموعة «9 مارس» لاستقلال الجامعات، محمد أبو الغار، إن المجموعة تستعد لوقفة احتجاجية تدين فيها تدهور حال الجامعات. وأضاف: «إن ما حدث في جامعة عين شمس عار على الجامعات والنظام التعليمي»، مشيراً إلى أن «تخفّي الأمن بزي مدني ودخوله إلى الجامعة، أصبح سنة ونظاماً لجامعة عين شمس».