غزة ــ رائد لافي
قام رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس، ببادرة «حسن نيّة» حيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عبر موافقته على تسليم السلطة الفلسطينيّة آليّات مصفّحة خفيفة وأسلحة وذخائر قبل أقلّ من أسبوع على مؤتمر أنابوليس.
وقالت المتحدّثة باسم أولمرت، ميري إيسين، لوكالة «فرانس برس»، إنّ «رئيس الوزراء وافق على تسليم 50 ناقلة جند خفيفة، سينتشر نصفها خلال الأيّام المقبلة في نابلس والنصف الآخر لاحقاً في جنوب الضفة الغربية، وخصوصاً بيت لحم والخليل». وأوضحت أنّ هذا القرار يهدف إلى «تسهيل انطلاق عمليّة السلام» المتوقّفة منذ 7 أعوام.
ولفتت إيسين إلى أنّ «روسيا طلبت قبل بضعة أسابيع تسليم السلطة الفلسطينية آليّات مصفّحة خفيفة فقط في الضفّة الغربية، وقد وافق رئيس الوزراء».
وستستخدم هذه الآليّات الروسيّة في نابلس في شمال الضفة، حيث انتشر، بموافقة إسرائيليّة، مئات من عناصر الأجهزة الأمنيّة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة لإرساء الأمن.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ الآليّات سيسلّمها الأردن، مضيفة أنّ الفلسطينيّين سيتلقون أيضاً نحو ألف بندقيّة ومليوني رصاصة مسدّس. كذلك نقلت عن مسؤولين في الجيش وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) معارضتهم تسليم الآليّات المصفّحة لأنّهم يخشون سقوطها في أيدي حركة «حماس» إذا تمكّنت من السيطرة على الضفة. وفي هذا الصدد، علّق زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بالقول إنّ «تسليم هذه الأسلحة غير معقول، لأنّنا سنرى قريباً إرهابيّي حماس يطلقون النار من هذه الآليّات على قوّاتنا».
أمّا صحيفة «يديعوت أحرونوت» فنقلت عن مصدر في مكتب أولمرت قوله إنّ الهدف من إدخال الآليّات هو ضرب المقاومة الفلسطينية بكل تشكيلاتها في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنّ قادة الاحتلال يبنون آمالاً كثيرة بعد تزويد قوّات عباس بهذه الأسلحة، والتي ليس لها إلّا أن تثبت جديّتها في محاربة الفصائل والقضاء على المقاومة.
وهاجمت «حماس» بعنف «قيادة السلطة في رام الله» بعد الموافقة الإسرائيلية على دخول الآليّات والذخائر. واتّهم المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، أجهزة الأمن الموالية لعباس بـ«الخيانة». وقال إنّ الموافقة الإسرائيلية على تزويدها بالسلاح «يعكس حجم المؤامرة على مشروع المقاومة الفلسطينية وحجم التنسيق العالي بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية لمواجهة المقاومة».
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، كايد الغول، إنّ موافقة الاحتلال على دخول الأسلحة للضفة الغربية «يأتي في سياق تعزيز قوّة طرف فلسطيني ضد آخر، بالإضافة إلى وجود سياسة ما ترغب إسرائيل في تطبيقها لتعزيز حال الفصل الموجودة». وحذّر من أن «أيّ تعدّ على فصائل المقاومة في الضفة المحتلة سيُواجه بكلّ حزم لأن المقاومة ضرورة لمواجهة الاحتلال».
في هذا الوقت، اتهمت «حماس» الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمواصلة حملات الملاحقة والاعتقال في صفوف عناصرها في الضفة واعتقال 4 منهم خلال الساعات الـ 24 الأخيرة. وقالت، في بيان، إنّ تلك الأجهزة «اعتقلت أحمد بدر، القائد السابق لكتائب الشهيد عز الدين القسام في الخليل، وذلك بعد استدعائه للمقابلة».
إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنّ وزيري الدفاع والزراعة الإسرائيليين، إيهود باراك وشالوم سمحون، اتفقا على استئناف تصدير الزهور والتوت الأرضي من قطاع غزة عبر تل أبيب إلى أوروبا وأسواق أخرى بما فيها الأسواق الخليجية.