يبدو أن المحادثات الماراثونية للتوصل إلى اتفاق إطار حول برنامج إيران النووي، بحلول المهلة النهائية في 31 آذار، ستستمر حتى اللحظات الأخيرة، بعدما قلّل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من فرص التوصل إلى اتفاق. فقد استبعد ظريف، أمس، انضمام وزراء خارجية الدول الكبرى الأخرى إلى المحادثات التي يجريها حالياً مع نظيره الأميركي جون كيري، ما يعتبر مؤشراً إلى عدم حصول اتفاق قريب. وعُقد في مدينة لوزان السويسرية اللقاء الرابع بين وزيري الخارجية الإيراني والأميركي.
وقد حضر المحادثات، التي استمرت حتى وقت متأخر من مساء أمس، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، ووزير الطاقة الأميركي ارنست مونيز، ومساعد الرئيس الإيراني حسين فريدون، ومساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، إضافة إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، ومساعدة مسؤولة السياسية الخارجية الأوروبية، هيلغا اشميت.
وفي تصريح نقله التلفزيون الرسمي الإيراني على موقعه الإلكتروني، قال ظريف: «أعتقد أن وجودهم (وزراء خارجية الدول الكبرى) لن يكون ضرورياً في هذه الجلسة، لأنه يفترض بجميع وزراء خارجية الأطراف المتفاوضة الحضور حين يتم التوصل إلى حلول ونقترب من اتفاق».
أكدت واشنطن أن
فوز نتنياهو لن يعيق الجهود للتوصل إلى اتفاق نووي

ونتيجة لذلك يرجّح أن تستمر المحادثات حتى الأسبوع المقبل أو أن تستأنف الأسبوع المقبل، بعد فترة استراحة.
وكرّر ظريف القول: «إنهم قد يأتون لكن لا أعتقد أن ذلك ضروري»، مضيفاً أن هناك «خلافات ونسعى إلى تقليصها»، بحلول مساء اليوم، مع المديرين السياسيين لدول «5+1»، الذين وصلوا إلى لوزان أمس.
كذلك شدد وزير الخارجية الإيراني على أنه «علينا إيجاد حلول. ومسألة الاتفاق تأتي عندما نضع هذه الحلول على الورق، ولكتابتها نحن بحاجة إلى خبراء أكثر من وزراء»، مشيراً إلى أن الطرفين توصلا إلى «التفاصيل الدقيقة في المفاوضات، والتفاصيل تحتاج دوماً إلى مزيد من العمل».
من جهته، أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن «المفاوضات تتواصل في غاية التعقيد». وقال: «لقد حققنا في الجولة السابقة تقدماً، ونأمل أن تشهد هذه الجولة تقدماً أيضاً». وأوضح عراقجي، في تصريح إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن «المفاوضات تجري في بعض الموارد بشكل جيد وباتت أكثر اقتراباً من الحلول، ولكن في بعض الموارد الأخرى ما زال الأمر يتطلّب المزيد من العمل»‌. وأمل عراقجي «تحقيق التقدم في هذه الجولة من المفاوضات»، موضحاً أنه «لا يمكننا حتى الآن توقّع التوصل، بشكل قطعي، إلى حل لكل القضايا أو عدمه وإذا توصلنا إلى حل فكيف سيتم ذلك ومتى سيكون ذلك؟».
وفي إشارة إلى التوقعات التي أحاطت المفاوضات، قال إن «النسب المئوية التي تطلق أو الكلام الذي يطلق ليست ملاكاً، وبإمكاننا فقط أن نقول إنه نظراً إلى الأجواء الموجودة، فإن وجهات النظر تتغيّر».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد قدّر، الثلاثاء، فرص التوصل إلى اتفاق سياسي مع إيران بنسبة 50 في المئة. وقال المتحدث باسم أوباما، جوش إيرنست، إن الاحتمال لم يتغيّر بالنسبة إلى الرئيس لبلوغ اتفاق نهائي، وذلك رداً على سؤال بشأن تصريحات صالحي، التي قال فيها إن البلدين اتفقا على 90 في المئة من القضايا التقنية.
في سياق آخر، وتعليقاً على فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (الذي يعارض أي اتفاق مع طهران) في الانتخابات، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن هذا الفوز لن يعيق جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق نووي. في هذه الأثناء، جدّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، التأكيد أن «الإحصائيات والمؤشرات تظهر أن الحكومة الإيرانية قد سجّلت نجاحات مهمة على الصعيد الاقتصادي، رغم عدم انتهاء المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون».
وفي تصريح إلى الصحافيين عقب اجتماع للحكومة، قال روحاني إن «العام الإيراني الحالي الذي يشرف على النهاية، شهد مشاكل مثل الجفاف ومشاكل إقليمية وهبوطاً في أسعار النفط، لكن الشعب الإيراني استطاع تسجيل نجاحات على الرغم من هذه المشاكل». وأشار روحاني إلى أن إيران «سجلت نجاحات على صعيد السياسة الخارجية»، موضحاً أنه «خطونا خطوات كبيرة نحو الأمام في ما يتعلق بالعلاقات مع الدول الجارة ودول العالم والمفاوضات مع الدول الست».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)