في هجومٍ يكاد يكون الأول من نوعه على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن التنظيم «يحاول تدمير حضارتنا وثقافتنا الإسلامية». أردوغان الذي تجنّب الهجوم المباشر على «داعش» طيلة الفترة الماضية، اتخذ من إحراق التنظيم لمكتبة الموصل في العراق، منصةً للقيام بتشبية تاريخي بين انتهاكات «داعش» وممارسات الجيش المغولي الذي أحرق مكتبات بغداد بعد غزوها في القرن الثالث عشر. تصريحات أردوغان اللافتة برغم أنها لم تخرج عن سياقٍ تاريخي حضاري محدود، أعقبها إعلان الرئيس التركي اعتزام أنقرة إنشاء متحف كبير «يضم آثاراً إسلامية»، إضافة إلى الانتهاء من تجهيز مشروع مكتبةٍ ضخمة.
وبعدما اقتصرت تصريحاته بشأن «داعش» على نفيه دعم بلاده لـ«التطرّف» و«الإرهاب» على نحو عام، أشار أردوغان، يوم أمس، إلى «قيام الجيش المغولي بإحراق 36 مكتبة في بغداد عاصمة الدولة العباسية آنذاك (عام 1258)، إلى جانب حرق مكتبات الأندلس وتدميرها من قبل الكاردينال الاسباني سيسنيروس»، مشيراً الى أن «داعش يتبع اليوم الأسلوب نفسه في سوريا والعراق محاولاً تدمير حضارتنا وثقافتنا وجذورنا».
وقال أردوغان، خلال افتتاح معرض الفنون التقليدية تحت عنوان «من الكلام إلى القلم»، في محافظة اسطنبول، إن «حضارتنا برغم الجراح، ومحاولات الإبادة، والمجازر الثقافية التي شهدتها سابقاً، نجحت في البقاء على قيد الحياة»، مضيفاً أن «الحضارة الإسلامية تولي العلم، والتعليم، والكتاب، والمكتبات أهمية كبرى، وهي تعد حضارة المعرفة، والعلم، والكتب». وكشف في الختام عن نية إنشاء متحف كبير يضم آثاراً إسلامية، فضلاً عن الانتهاء من إعداد مشروع إنشاء مكتبة تحتوي 5 ملايين من الكتب المتنوعة.
في السياق نفسه، أعلن رئيس الشؤون الدينية التركي، محمد غورميز، رفضه للتكفير والقتل الذي تشهده بعض الدول الاسلامية، مستنكراً «النزاعات القاتلة والحروب الدائرة ما بين المسلمين»، وفيما رأى غورميز يوم أمس، أن هذه الممارسات تزيد من انتشار الاسلاموفوبيا في الغرب، استعرض ما سمّاه «أربع فترات عصيبة» بالنسبة إلى المسلمين، وهي التي بدأت بمقتل عثمان بن عفان، أو «فترة الفتنة»، وثانياً فترة غزوات المغول والحروب الصليبية، والمرحلة الثالثة فترة الاستعمار، ليصل إلى القول إن المسلمين يعيشون اليوم المرحلة العصيبة الرابعة، حيث «نعيش اختلافات المسلمين وحروبهم وعنفهم في ما بينهم». وأضاف غورميز أن المسلمين يختبرون مصائب عظيمة في بغداد وسوريا واليمن، وفي مراكز معينة في أفريقيا، حيث يكفّرون بعضهم بعضا، مشيراً إلى «طائفة تطبّق العنف في حق المكفَّرين، وهي طريقة غير مقبولة بتاتاً».
(الأخبار، الأناضول)