غزة ــ رائد لافيرام اللّه ــ أحمد شاكرواغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكري لـ«حماس»، أسامة أبو عنزة، وأصابت اثنين آخرين بجروح متفاوتة، في اشتباكات مسلّحة في محيط معبر كرم أبو سالم، جنوب شرق قطاع غزة.
وبحسب مصادر محلية، فإن المقاومين كانوا يحاولون اقتحام معبر كرم أبو سالم عندما اكتشفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، واشتبكت معهم بالأسلحة الرشاشة، قبل أن تتوغل لمئات الأمتار في محيط المعبر المذكور.
واستشهد المقاومان في «كتائب القسام»، عبد اللّه سليمان، ومحمد نور الدين المطوق، متأثرين بجروحهما التي أصيبا بها قبل أيام جراء انفجار غامض في أحد المنازل في مخيم جباليا للاجئين، شمال القطاع.
وفي مسيرة غضب خيّمت عليها مشاعر الحزن، حمل الصحافيون نعشين، ضم أحدهما جثمان فضل شناعة (المصوّر في وكالة رويترز)، بينما وضعوا في النعش الثاني السترة الواقية التي كان يرتديها، والكاميرا التي لازمته حتى آخر لحظة من حياته.
ورداً على المجزرة الإسرائيلية أوّل من أمس، دعت «حماس»، في بيان على موقعها الإلكتروني، ذراعها المسلّح إلى ضرب إسرائيل «في كل مكان وبكل الوسائل الممكنة، فهذا العدو لا يفهم إلّا لغة القوّة». وطالب البيان الرئيس محمود عباس بـ«العودة إلى حضن شعبه قبل فوات الأوان، ووقف التفاوض مع إسرائيل».
وأوضح المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، رداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، أن «ردّ القسّام يعني استخدام كل أشكال المقاومة، والخيارات المفتوحة لردع هذا العدوان على شعبنا».
أما المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، فرأى أن تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، الذي توعد أن «تدفع حماس الثمن غالياً»، «تدلّ على تصميمه على الاستمرار في العداون، وأنه غير معني في التهدئة»، موضحاً أن «قصة صواريخ المقاومة المنطلقة من غزة مجرّد ذريعة يستخدمها الاحتلال لتبرير عدوانه المتواصل». وأشار إلى أن «هذه التصريحات تمثّل إدانة للمواقف الصادرة عن فريق الرئاسة».
ونقلت الصحف الإسرائيلية، أمس، شهادات جنود شاركوا في المعارك في غزة أول من أمس، التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين. وقال أحدهم: «إنها حرب غير سهلة، والعدو يتحسن. لقد انتقلنا في غزة من الهجوم إلى الدفاع». وأضاف: «كانت هناك أخطاء، لكن لم يكن ممكناً القيام بأكثر مما حصل في هذا الوضع».
وقال جندي آخر: «لقد درسنا المخربون كما ينبغي. ما حصل أمس (الأول) يحصل كل يوم تقريباً، إلا أنهم هذه المرة قدّروا ردنا واستعدوا له. لم يفكروا فقط في كيفية قتلنا، بل أعدوا خطة للانسحاب، وقد نجحوا فيها».
ورأى جندي آخر أن «القتال في غزة تغير منذ فترة». وأوضح أنه «في عملية شتاء حار قاتَلنا أفرادُ حماس كما في الغرب المتوحش. لقد توقفوا عن أن يكونوا مغبونين، لم يعودوا شهداء يركضون إليك والرمانة في أيديهم. تراهم اليوم يناورون ويهاجمون بحكمة. إذا كنا في الماضي نصيبهم في قلوبهم عن بعد 50 متراً، فإن هذا لا يحصل هذه الأيام بسهولة». وأضاف: «في العام الماضي، شهدنا الكثير من الأحداث التي حاصرنا فيها المخربين، أنا أذكر مرة واحدة تمكن فيها المخربون من محاصرتنا كما حصل في عملية أمس (أول من أمس). إنها فضيحة، لكن ما العمل؟ لا يمكن القفز إلى مستنقع وحل من دون التوسخ».
جندي آخر يصادق على كلام زميله بقوله: «لقد وقعنا في مصيدة معدة للموت. تمكنوا من استدراجنا إليها».
وفي الضفة الغربية، استشهد قياديان من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بعدما اشتبكا مع قوات الجيش الإسرائيلي في بلدة قباطيا جنوب مدينة جنين. وقال شهود عيان ومصادر محلية إن الشهيدين هما بلال كميل (26 عاماً)، قائد سرايا القدس في البلدة، وأحد أبرز قادة السرايا في شمال الضفة، والشهيد عز الدين عويضات (19 عاماً)، أحد أبرز مقاومي «السرايا» في محافظة جنين.
وفي ردود الفعل الدولية على عدوان غزة، أبدت روسيا قلقها من الأوضاع التي تشهدها العلاقات الفلسطينية ــ الإسرائيلية الأخيرة، وموجة العنف الجديدة في القطاع وجنوب إسرائيل.
أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون جوندرو، فأعرب عن قلقه أيضاً من العنف الدائر، مستطرداً: «لكن لاحظوا أن الإسرائيليين والفلسطينيين يواصلون مناقشة سبل التوصل إلى سلام».
ودعت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي، في بيان، «الطرفين إلى ضبط النفس ووقف كل أعمال العنف».