يستمر مسؤولو حكومة كييف والانفصاليون بتبادل الاتهامات في ما يتعلق بشنّ هجمات تمنع من سحب الدبابات وقاذفات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من خط الجبهة في شرق أوكرانيا.فقد اتهمت الرئاسة الأوكرانية، أمس، روسيا والانفصاليين بـ«عدم التزام» وقف إطلاق النار الذي وقع برعاية أوروبية.
وقال نائب رئيس الإدارة الرئاسية، فاليري شالي، إن «آمال العالم بالسلام يجري تقويضها»، مضيفاً أن «هذا التطور يؤدي إلى المزيد من التصعيد». ورأى أن «هذا التصعيد يهدّد، ليس فقط وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، لكن أيضاً أمن أوروبا».

وفي هذه الأثناء، تمكن الانفصاليون من السيطرة على أجزاء من مدينة ديبالتسيفي التابعة لمقاطعة «دونيتسك» شرق أوكرانيا، رغم إعلان وقف إطلاق النار. وقال نائب مدير شرطة دونيتسك، إيليا كيفا، إن الانفصاليين تمكنوا من السيطرة على جزء من محطة السكك الحديدية في المدينة، في الوقت الذي لا تزال فيه المعارك محتدمة في عدد من أحيائها وشوارعها.
وفيما أقرّت رئاسة أركان الجيش الأوكراني بأن «قسماً» من ديبالتسيفي يحتله الانفصاليون، أكد هؤلاء أنهم يسيطرون على 80 في المئة من المدينة.
والمعارك في ديبالتسيفي كانت موضع مباحثات، خلال عدة اتصالات أجراها الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، مساء الاثنين مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يتحدث مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
من جهته، أعلن رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية، إيغور بلوتنيتسكي، أن الهدنة ما زالت سارية، بشكل عام، في معظم أجزاء منطقة دونباس شرق أوكرانيا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد وقف تام لإطلاق النار. وأوضح بلوتنيتسكي أن نظام وقف إطلاق النار الذي تنص عليه اتفاقات مينسك يتم تطبيقه بشكل عام، إلا أن القصف مستمر في مدينة ديبالتسيفو.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أعلن بلوتنيتسكي أن لوغانسك بدأت سحب الأسلحة الثقيلة من خط المواجهة، وفق ما ينص عليه اتفاق مينسك، مضيفاً أنه ينتظر الخطوة ذاتها من قبل كييف، لكنّه استطرد أنه يصعب القول إن كييف جاهزة لتنفيذ الالتزامات وسحب الأسلحة الثقيلة. وأوضح أن «كييف تحاول سحب الأسلحة بينما قوات الحرس الوطني تعيدها».
كذلك، نفت وزارة الدفاع في جمهورية دونيتسك الشعبية، على لسان نائب الوزير إدوارد باسورين، اتهامات كييف لها بخرق اتفاقات مينسك. وقال باسورين إن قوات الدفاع الشعبي التابعة لجمهورية دونيتسك «تطبق جميع بنود الاتفاق. ومدينة ديبالتسيفو جزء من أراضينا الداخلية»، مضيفاً أن «الاتفاق حول سحب الأسلحة يجب تنفيذه وفق خط الفصل» المنصوص عليه في اتفاقات مينسك.
على الجهة المقابلة، أعلن المتحدث باسم مركز مكافحة الإرهاب والمسؤول عن قيادة العمليات العسكرية ضد الانفصاليين، أندريه ليسينكو، أن المركز سجل 164 انتهاكاً ارتكبها الانفصاليون، لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في مينسك.
اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني بترو بوروشنكو والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على «تدابير عملية» للسماح لمراقبي «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» بمراقبة وقف إطلاق النار، على ما أعلنت برلين أمس.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن زايبرت، في بيان إنه «في ضوء الوضع في ديبالتسيفي اتفق (القادة الثلاثة) على تدابير عملية للسماح لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمراقبة الوضع على الأرض».
ووسط تبادل الاتهامات، وجّهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام مباشرةً إلى الكرملين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، في بيان مساء الاثنين، إن «الولايات المتحدة قلقة بشدة من تدهور الوضع في ديبالتسيفي في شرق أوكرانيا ومحيطها»، داعية «روسيا والانفصاليين الذين تدعمهم إلى وقف كل الهجمات فوراً والتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسهيل وقف إطلاق النار».
وفي سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أنه قد تمّ الاتفاق على نص قرار مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا، الذي خضع للتصويت في نيويورك أمس. وقال غاتيلوف إن «ما يخص القرار المتعلق بأوكرانيا، وخصوصاً دعم مجموعة الإجراءات المتعلقة بتنفيذ بنود اتفاق مينسك، قد تمّ الاتفاق عليه». وأضاف: «نتوقع أن يجري التصويت عليه اليوم في نيويورك».
وبشأن التعديلات التي طرأت على القرار، قال غاتيلوف إن الفرنسيين والبريطانيين ومندوبي ماليزيا وضعوا ملاحظات، ولكن في نهاية الأمر توافقنا على النص الذي يرضي الجميع».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)