من الجنوب اليمني، تبدأ الإشارات إلى بدء «فتح باب جهنم» على جماعة «أنصار الله» (الحوثيون). في هجومٍ هو الأكبر منذ مدة طويلة، سيطر «القاعدة في اليمن» على قاعدة للجيش اليمني في محافظة شبوة، في محاولةٍ توحي بترجمة التهويلات حول احتمالات غرق اليمن في الفوضى، إذا تابع الحوثيون صعودهم. ومن يتابع ديناميكية عمل التنظيم في اليمن، يلاحظ أنه نادراً ما تجاوز الدور الوظيفي المتحرّك، تبعاً للتطورات السياسية.
وفيما أعلن المبعوث الدولي، جمال بن عمر، أن اليمن بات «على حافة الانهيار»، دعت «اللجنة الثورية» التابعة لـ«أنصار الله»، إلى انعقاد البرلمان يوم الاثنين المقبل للتشاور. كما يعقد وزراء خارجية دول الخليج في الرياض، غداً، اجتماعاً لمناقشة الأوضاع في اليمن، وهو سيكون الثاني الذي يعقد خلال شهر بسبب الأوضاع في اليمن.
ففي محاولةٍ يبدو هدفها ليّ ذراع الحوثيين عبر استهداف الجيش الذي لا يزال، رغم ضعفه، يربط أواصر البلد، شنّ تنظيم «القاعدة في اليمن»، يوم أمس، هجوماً على قاعدة عسكرية تضم أكثر من ألفي جندي يمني في شبوة جنوب البلاد، معلناً السيطرة عليها بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة.

وأعلن «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة»، عبر موقع «تويتر» سيطرته على القاعدة العسكرية التي تضم ألفي جندي يمني، قائلاً إنه نفذ هجوماً انتحارياً عند بوابة قاعدة اللواء 19 واحتجز بعض الجنود.
كذلك، قال سكان يمنيون، إن القاعدة العسكرية سقطت بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة.
في هذا الوقت، أعلن المبعوث الدولي لدى اليمن، جمال بن عمر، أن اليمن «على حافة الدخول في حرب أهلية».
وقال بن عمر في مقابلة تلفزيونية، مساء أول من أمس، إن الوضع خطير جداً، متهماً جميع الأطراف بالمساهمة في الاضطراب السياسي والاقتصادي.
وأضاف إن اقتصاد اليمن يواجه «انهياراً وشيكاً»، داعياً إلى مزيد من الحوار للتوصل إلى تسوية سلمية، قائلاً: «على الطبقة السياسية أن تتحمل المسؤولية. كلهم شركاء في ما وصل إليه الوضع. كلهم ارتكبوا أخطاء وحماقات».
وفيما تتواصل المفاوضات بين القوى السياسية اليمنية في العاصمة صنعاء، دعت «اللجنة الثورية» التابعة لجماعة «أنصار الله»، يوم أمس، أعضاء مجلس النواب (الذي حلّه «الإعلان الدستوري»)، إلى الاجتماع يوم الاثنين المقبل في القصر الجمهوري في صنعاء «للتشاور»، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية.
وأضافت اللجنة إن «الدعوة تأتي بناءً على المادة السادسة من الإعلان الدستوري الصادر يوم الجمعة الماضي».
ونقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر سياسي من أحد الأحزاب المشاركة في جلسات التفاوض، قوله إن الأطراف السياسية في اليمن مستعدة للبحث في خيار عودة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى سدة الرئاسة، مقابل اختيار نواب له من مختلف المكونات. وكان هذا المقترح متداولاً في جلسات التفاوض التي سبقت الإعلان الدستوري، قبل أسبوع، إلا أن «أنصار الله» نفت غير مرة موافقتها على هذا الطرح، معتبرةً أن عودة هادي إلى الحكم أمر غير ممكن.
إلى ذلك، أعلنت سلطنة عُمان رسمياً، يوم أمس، أنها قامت بإجلاء البعثة الدبلوماسية الأميركية من اليمن لـ»دواعٍ إنسانية».
وقالت وزارة الخارجية العمانية إن «السلطنة قامت يوم أمس (الأربعاء)، وبالتنسيق مع الأطراف اليمنية بتأمين وتسهيل عملية الإجلاء، ونقل أعضاء البعثة الدبلوماسية الأميركية إلى السلطنة عبر طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني، حيث غادروا السلطنة إلى بلادهم في اليوم ذاته».
وبيّنت الوزارة أن هذا يأتي امتثالاً لأوامر السلطان قابوس «لمساعدة الجانب الأميركي في عملية إجلاء بعثته الدبلوماسية من اليمن لدواعٍ إنسانية».
(الأخبار، الأناضول، رويترز)