تصدرت محاربة «الإرهاب»، خاصة جماعة «بوكو حرام» النجيرية، وسبل مواجهة وباء إيبولا، توصيات القمة الـ24 للاتحاد الأفريقي التي اختتمت أعمالها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أول من أمس.وأكد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي (90 عاماً) الذي اختير رئيساً للدورة الجديدة للاتحاد أن قادة أفريقيا «اتفقوا على حل الصراعات والنزاعات ومكافحة الإرهاب الذي ظهر في أفريقيا، بصورة ملحة، من خلال حركة الشباب في الصومال والقاعدة في المغرب العربي، وبوكو حرام في غرب أفريقيا».

وأضاف موغابي «اتفقنا على تنفيذ المشروعات وتحقيق القيمة المضافة للصناعات، والإصلاح في مجلس السلم والأمن الأفريقي»، لافتاً إلى أن القادة اتفقوا أن تكون القمة المقبلة في جنوب أفريقيا في شهر حزيران المقبل.
وقال أيضاً «وجهنا نداءً لوضع حدّ للأزمة بين المغرب والصحراء. وأكدنا على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة».
وأوضح أن «أبرز القرارات التي اعتمدتها القمة، أجندة عام 2063 للتنمية الأفريقية، وإنشاء صندوق لدعم مكافحة إيبولا(أودى بحياة نحو 9 آلاف شخص في غرب أفريقيا)، وإنشاء مركز للسيطرة على الأمراض، وتمكين المرأة اقتصادياً، سياسياً، واجتماعياً، والمساواة بين الجنسين، ومحاربة زواج القصر، والعادات الضارة، ومنع العنف ضد المرأة، واعتماد مقررات التعاون والشراكة».
وكان القادة الأفارقة قد وافقوا على نشر قوة أفريقية في غرب أفريقيا للتصدي لحركة «بوكو حرام». وركزت القمة على معالجة قضايا العنف في مختلف أرجاء القارة وسبل مواجهة وباء إيبولا.
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باقتراح الاتحاد الأفريقي تشكيل قوة إقليمية لمكافحة جماعة «بوكو حرام»، وذلك بالتزامن مع معارك عنيفة تخوضها القوات التشادية ضد الجماعة في شمالي الكاميرون.
وقال بان، خلال مؤتمر صحافي عقده في أديس أبابا السبت على هامش القمة الأفريقية، إنه يتعين أن يكون هناك تعاون دولي وإقليمي للتعامل مع من سمّاهم «الإرهابيين»، مشيراً في المقابل إلى أن القوة العسكرية لن تكون «الحل الأوحد»، بل «يجب التصدي للجذور العميقة لهذا التطرف العنيف».
وندد بان بما سمّاه «وحشية ميليشيات بوكو حرام التي لا توصف»، وشدد على ضرورة «تعاون إقليمي ودولي» لمحاربة هذه الجماعة، في وقت تحدثت فيه مصادر دبلوماسية أممية عن مساهمة محتملة للأمم المتحدة في هذه القوة عبر مستشارين ودعم لوجستي.
وناقشت القمة بالإضافة إلى جانب النزاعات في الصومال ومالي وليبيا وجنوب السودان ، المبادرة الأفريقية للتعليم من أجل السلام والنهوض الاقتصادي للدول التي ينتشر فيها فيروس إيبولا الذي ذهب ضحيته تسعة آلاف شخص في غضون عام، خصوصاً في ليبيريا وغينيا وسيراليون.
وقال موغابي، في كلمته أمام القمة، إن الإرهاب يهدد المكاسب التي حققتها القارة خلال الفترة الماضية، ويجب أن نضع له حداً من خلال عمل مشترك.
وفي سياق متصل بمواجهة فيروس إيبولا، كشف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لمواجهة «إيبولا»، إسماعيل ولد شيخ أحمد، أن ثمة تقدماً كبيراً تحقق في القضاء على الفيروس وبات «في طريقه إلى النهاية»، بعد أن سجلت الإصابات تراجعاً ملحوظاً.
وأضاف شيخ أحمد، في حديث إلى وكالة «الأناضول» على هامش القمة الأفريقية، أن الأسابيع الأخيرة شهدت لأول مرة تراجعاً في أعداد المصابين؛ ففي ليبيريا هناك 6 حالات إصابة جديدة أسبوعياً بعد أن كانت قد سجلت 300 حالة في شهر آب الماضي.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)