يثير فشل مفاوضات السلام بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في مينسك مخاوف من اشتداد المعارك في شرقي أوكرانيا، حيث قتل 26 شخصاً خلال 24 ساعة.وكتب المستشار الدبلوماسي للرئاسة الأوكرانية، فاليري تشالي، على صفحته على موقع «فايسبوك»، أمس، أن «عملية السلام في خطر»، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في شرقي أوكرانيا.

وجاء في بيان صادر عن الإليزيه أن «الرئيس تحادث لأكثر من 45 دقيقة مع السيدة ميركل والسيد بوروشنكو وبحثوا الوضع في أوكرانيا وأعربوا عن الأسف لفشل محادثات مجموعة الاتصال أمس (السبت) في مينسك. وهم يدعون إلى وقف فوري لإطلاق النار».
وكانت محادثات مينسك فشلت، مساء السبت، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. واستؤنفت المعارك بقوة، صباح أمس، في شرقي أوكرانيا للسيطرة على مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية التي يدافع عنها الجيش الأوكراني في مواجهة الانفصاليين، ما أدى إلى مقتل 13 جندياً و13 مدنياً في الساعات الـ24 الأخيرة.
وأمس، اتهمت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المشاركة في هذه المباحثات، كما روسيا، الانفصاليين، بأنهم يريدون إعادة النظر في اتفاقات السلام الموقعة في عاصمة بيلاروسيا في أيلول واعترفت بها الأسرة الدولية قاعدة للتسوية.
وأوضحت المنظمة، في بيان، أن المبعوثين الانفصاليين «لم يكونا على استعداد لتطبيق وقف لإطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة. على العكس طالبا بمراجعة» الاتفاقات المبرمة في أيلول الماضي.
وقبل بدء اللقاء في مينسك، أعربت المنظمة عن الأمل في توقيع «اتفاق ملزم لوقف إطلاق النار».
كذلك اتهم الرئيس الأوكراني السابق، ليونيد كوتشما، مساء السبت، الانفصاليين بتقويض عملية السلام «برفض مناقشة التدابير لوقف فوري لإطلاق النار».
وانتقد موفد «جمهورية» دونيتسك الانفصالية، دنيس بوشيلين، كييف «لإصرارها على الخط الفاصل المرسوم في أيلول»، في حين أن الانفصاليين سيطروا مذذاك على المزيد من الأراضي.
وفي وقت سابق، هدّد الانفصاليون في حال فشل المفاوضات بتوسيع هجومهم «حتى التحرير التام لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك»، اللتين لا يزال قسم كبير منهما تحت سيطرة حكومة كييف.
وتوخّت روسيا الحذر. وقال المتحدث باسم الكرملن، دميتري بيسكوف، لوكالة انترفاكس، «من السابق لأوانه تقييم نتيجة هذه المفاوضات».
ميدانياً، قتل ما لا يقل عن ستة مدنيين في الساعات الـ24 الأخيرة في شرقي أوكرانيا، وفقاً لحصيلة وضعتها كييف والسلطات الانفصالية. وقال الحاكم المحلي في كييف لمنطقة لوغانسك، غينادي موسكال، أمس، إن ثلاثة مدنيين قتلوا في قرى واقعة على خط الجبهة في المنطقة. وأضاف المصدر أن جنديين أوكرانيين قتلا في قصف مدفعي على بلدة تشاتسيا الواقعة على بعد 20 كلم شمال العاصمة الانفصالية لوغانسك.
وفي دونيتسك معقل الانفصاليين، قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 19 بجروح، وفقاً للسلطات الانفصالية.
وتدور معارك يشتد عنفها بين الجيش الاوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في محيط مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية على الطريق بين العاصمتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك.
وفي هذه الأثناء، طالب مئات الجنود من المتطوعين الأوكرانيين المشاركين في «مسيرة جماهيرية للجنود المتطوعين» وسط كييف، أمس، باستقالة الرئيس بيترو بوروشينكو.
وأفادت وكالة «تاس» بمشاركة 500 شخص على الأقل في التظاهرة في «ساحة الاستقلال» وسط العاصمة الأوكرانية كييف، حيث طالب منظموها من على المنصة بوروشينكو بالاستقالة.
وقال العسكريون ممن شاركوا في العملية العسكرية جنوبي شرقي البلاد، إن القوات الأوكرانية لا تملك تمويلاً ولا تسليحاً.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)