تسعى إيران في الفترة الحالية إلى الاستفادة من عامل الوقت للتوصل إلى اتفاق نووي، من خلال جولات التفاوض المكثفة مع القوى الكبرى، ولكنّ ذلك لا يمنع من عوائق عدّة لا تزال تعرقل مسيرة هذه المفاوضات، إن كان على المستوى الداخلي أو الخارجي.فغداة اتهام الرئيس الإيراني، حسن روحاني، المحافظين بأنهم «يهتفون تشجيعاً» للفريق الآخر في المحادثات، حمّل رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، أمس، الرئيس الأميركي باراك أوباما المسؤولية في حال فشل المفاوضات.

ويوم السبت، قال روحاني إن خصومه «المحافظين»، في الواقع «يهتفون تشجيعاً» للفريق الآخر، ملقياً باللوم جزئياً على تدخل المحافظين في توقف تقدّم المحادثات.
وخلال لقاء عام، أضاف روحاني إن «الجانب الآخر يتصرف بعجرفة، ولكن هنا في بلدنا ليس واضحاً ما يفعله (المنتقدون). يبدو كأنهم يهتفون تشجيعاً واستحساناً للفريق المنافس».
وقال الرئيس الإيراني: «حين نسألهم ماذا تفعلون، يجيبون إننا ننتقد والنقد شيء طيب. ولكن ليس هذا نقداً. إنه تخريب للمصالح القومية». كما أوضح أن «النقد ليس الاستهجان وليس القذف والافتراء واغتيال الشخصيات»، مضيفاً إن «النقد هو أن تقدم طريقة أفضل وأوضح يمكننا من خلالها بلوغ أهدافنا على نحو أسرع».
من جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، أمس، إن رئيس الإدارة الأميركية، باراك أوباما، غير قادر على اتخاذ قرار عقلاني، بخصوص «السياسة المعقولة والمرنة»، التي تتبعها إيران في مفاوضات برنامجها النووي، وذلك بسبب المشاكل الداخلية في بلاده.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن لاريجاني قوله في جلسة البرلمان: «يجب على أوباما أن يفهم بشكل واضح أن الشعب الإيراني لن يستسلم، وأنه بسياساته الخاطئة سيكون مسؤولاً عن فشل المفاوضات النووية الإيرانية، وهو يريد أن يخلق حلولاً من خلال تحميل إيران مشاكل بلاده الداخلية».
وأضاف لاريجاني إن أوباما يريد من خلال طلباته التي لا علاقة لها بالمفاوضات أن يُفشل المباحثات النووية أو أن يستسلم الشعب الإيراني.
وتعقيباً على قيام الكونغرس الأميركي «بفرض عقوبات جديدة على طهران» على جدول أعماله، في 24 كانون الثاني، أكد لاريجاني أنه «إذا لم يحل أوباما مشاكله مع الكونغرس، فإنه سيكون مسؤولاً عن انهيار المفاوضات».
في هذه الأثناء، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن إيران مستعدة لعقد اتفاقية إقليمية للإشراف على عمل المحطات النووية في دول المنطقة.
وقال صالحي، في مراسم التوقيع على اتفاقية تعاون بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ومنظمة الحفاظ على البيئة في إيران: «مرة أخرى نعلن استعدادنا لإيجاد اتفاقية إقليمية للإشراف على سلامة وأمن النشاطات النووية في دول المنطقة لكي تكون هذه النشاطات في إطار اتفاقية سلامة إقليمية ويتم الإشراف والتحكم بها بشكل دائم».
في سياق متصل، أعلنت وكالة «مهر» أن جولة جديدة من المفاوضات ستعقد على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، في أواخر هذا الأسبوع. وأشارت الوكالة إلى أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سيرأس وفد بلاده في المفاوضات التي ستجرى في الفترة بين يومي السادس والثامن من شباط المقبل.
ومن المنتظر أن يلتقي ظريف نظراءه في دول المجموعة التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا.
على خط آخر، أعلن سفير إيران في أنقرة، علي رضا بيكدلي، انطلاق مفاوضات بين الجانبين الإيراني والتركي، لتطوير الخط السريع رازي - خوي - ايواوغلي بين البلدين.
وأوضح بيكدلي أن مساعد وزير الطرق التركي و20 مختصاً في هذا المجال، قاموا بزيارة تفقدية لخط رازي - خوي- ايواوغلي السريع بمسافة 100 كيلومتر، وحلّوا ضيوفاً على قائمّقامية مدينة خوي الإيرانية، حيث حضر القنصل الإيراني في مدينة أرض روم التركية إلى المقر وانطلقت مفاوضات فنيّة بشأن آلية التمويل التركي لتطوير الخط السريع.
ومن المقرر أن تتواصل المفاوضات في أنقرة وطهران.
(الأخبار، رويترز، فارس، مهر)