أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس، أن الأركان العامة قدمت إلى فرنسا معلومات عن نقل تركيا مسلحين إلى شمال سوريا، للانضمام إلى صفوف تنظيم «داعش». وجاء في بيان صادر عن الوزارة أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، قدم في لقاء مع نظيره الفرنسي أول من أمس، معلومات عن استمرار نهب ثروات سوريا، لتستخدم لتمويل أنشطة «داعش»، وكذلك حول دور تركيا في هذه العملية.
وأكد البيان أن غيراسيموف اتفق مع نظيره الفرنسي على تبادل المعلومات العاجلة للتنسيق في مجال مكافحة داعش، وذلك بإنشاء فريق عمل مشترك يضم خبراء عسكريين من هيئتي الأركان العامة للبلدين، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، بما فيها تدمير مراكز القيادة والآليات العسكرية والمخازن وغيرها من البنى التحتية التابعة للتنظيم.
أما رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، فوصف أمس، تصريحات الرئيس المشارك لحزب «الشعوب الديموقراطي التركي»، صلاح الدين ديمرطاش، بـ«العار والخيانة» لتركيا. وجاء كلام داود أوغلو تعقيبا على تصريحات ديمرطاش من موسكو، حيث انتقد الأخير حكومة بلاده لإسقاطها القاذفة الروسية فوق الأراضي السورية الشهر الماضي.
«هرولة (ديمرطاش) لزيارة روسيا من أجل إبداء الدعم، بينما المقاتلات الروسية تقصف التركمان والعرب والأكراد الأبرياء في إعزاز وحلب وإدلب وبايربوجاق في سوريا، خيانة واضحة لهذه الأمة»، قال داوود أوغلو.
وكان ديمرطاش قد وصف، أول من أمس، إسقاط المقاتلات التركية للقاذفة الروسية بالأمر المخطئ»، مؤكداً «ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة (بين بلاده وروسيا)، من أجل حل هذه الأزمة عن طريق الحوار». وكان داود أوغلو قد انتقد أيضاً زيارة كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، إلى مصر، ولقائه رئيسها، عبد الفتاح السيسي، الذي تعاديه أنقرة بسبب إسقاطه حكم «الإخوان المسلمين».
أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فاستقبل أول من أمس، ديمرطاش، لمناقشة الدعم الروسي المحتمل للجماعات الكردية التي تقاتل «داعش». وقال لافروف لضيفه: «نعلم أن هناك أكرادا عراقيين وسوريين يتصدون لتهديد الدولة الإسلامية، وغيرها من الجماعات المتطرفة على الأرض»، مضيفاً أن «روسيا مستعدة للتعاون النشط مع الناس في الميدان الذين يتصدون لهذا التهديد... سنكون مستعدين ومهتمين في التفكير بآرائكم، في عملنا المستقبلي على هذه الجبهة المتعددة المستويات».
وأضاف لافروف أن بلاده تدعم أجندة حزب «الشعوب الديموقراطي» الذي «يضمن وحدة الأمة التركية»، بدعم حقوق الجماعات الإثنية في البلاد، متابعا: «العقوبات التي فرضتها روسيا على تركيا، وموقفها من إسقاط القاذفة الروسية، لا تؤثر في علاقاتنا مع الشعب التركي».
ميدانياً، أعلنت هيئة الأركان التركية، أمس، قتل قواتها 13 من عناصر حزب «العمال الكردستاني» في قضاءي جيزرة في ولاية شرناق، وسور فيولاية ديار بكر. ووفق هيئة الأركان، بلغ العدد الإجمالي «للإرهابيين» الذين قُتلوا منذ انطلاق الحملة العسكرية على جنوب شرق البلاد، ذي الغالبية الكردية، 122 شخصاً.
وفي سياق الحملة الأمنية التي تشنها أنقرة على القوى «الكردية واليسارية المتطرفة»، أعلنت مصادر أمنية في إسطنبول، إلقاء القبض على أحد عناصر «الكردستاني» في المدينة، قالت إنه نفّذ هجومًا ضد قوات الأمن في 29 تموز الماضي.
في هذا السياق، تحدث أحد أبرز قادة «الكردستاني» عن انقطاع التواصل كلياً بين أنقرة وحزبه، قائلاً إنه ليس هناك أي سبب يدعو لوقف العمل المسلح. وفي مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، قال جميل باييك، في معقله في جبل قنديل في أقصى شمال العراق، إن «كل قنوات التواصل مع الدولة التركية مقطوعة... لقد عدنا إلى حالة الحرب». وأضاف باييك: «أنقرة لم تعد تعتمد منطق المفاوضات أو الحل، بل القضاء على الحركة الكردية»، مشيرا الى أن حزبه يخوض «معركة وجود».
في سياق متصل، اندلعت مواجهات عنيفة في إسطنبول، أول من أمس، بين الشرطة التركية وناشطين يساريين مسلحين أسقطوا طائرة مراقبة دون طيار تابعة للشرطة، خلال تشييع ناشطتين قتلتا برصاص الشرطة فجر الثلاثاء الماضي. وكان نحو 15 ملثماً مسلحاً ببنادق كلاشنيكوف قد أسقطوا طائرة دون طيار كانت تراقب الموكب. وأطلقت الشرطة الغازات المسيلة للدموع، وفتحت خراطيم المياه على الحشد، ثم جرى تبادل لإطلاق النار، أصيب إثره أربعة شرطيين بجروح طفيفة.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)