أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أمس، أن عمليات القتل التي نفذها «إسلاميون محلّيون» ألقت الضوء على «التمييز الجغرافي والاجتماعي والعرقي» في فرنسا، في ما يمكن أي يعبّر عن أعنف إدانة للمجتمع الفرنسي تصدر عن مسؤول حكومي.وفي خطابه للإعلام لمناسبة العام الجديد الذي بدأ بالوقوف دقيقة حداداً، عدّد فالس باستفاضة المشاكل التي تواجهها بلاده، والتي قال إنها ترجع إلى أعمال الشغب في ضواحي باريس عام 2005. وأضاف أن «إقصاء بعض الضواحي والأحياء المغلقة أمر كنت أتحدث بشأنه في عام 2005. تمييز جغرافي واجتماعي وعرقي تطور في بلادنا. بؤس اجتماعي يُضاف إليه تمييز يومي، لأن اسم عائلتك أو لون بشرتك غير ملائم أو لأنكِ امرأة. هذا لا علاقة له على الإطلاق، وأنتم تعرفونني، بالبحث عن أعذار. لكن يتعيّن علينا أيضاً النظر إلى واقع بلادنا».

وفيما ثارت تساؤلات عن عمق التزام فرنسا علمانية الدستور بعد الهجمات التي يقول فالس إنها أحيانا تُنسى، إلا أنه أضاف: «لنتذكر كذلك أهمية خوض معركة العلمانية مرة أخرى. المعركة التي تخلينا عنها منذ فترة طويلة بسبب الضعف أو الإهمال. مبادئ العلمانية كثيراً ما يجري تجاهلها، لكننا نعلم أن مشاعر الانقسام هي التي تتعزز بذلك».
وأشار رئيس الحكومة الفرنسي إلى أن التهديد الأمني لفرنسا لم يكن قط بهذه القوة التي يبدو عليها الآن، مضيفاً أن «الخطر لن يتراجع تماماً أبداً».
وفيما من المقرر أن تكشف الحكومة عن مقترحات، هذا الأسبوع، تتعلق بقضايا من الأمن إلى التعليم وسياسات المناطق الحضرية، طلب الادعاء الفرنسي من قضاة، أمس، فتح تحقيق رسمي بخصوص أربعة رجال يشتبه في أنهم ساعدوا على ترتيب هجوم «الإسلاميين المتشددين» على المتجر اليهودي، الذي كان من ضمن أحد أهداف هجمات باريس الأخيرة.
والمشتبه فيهم الأربعة الذين تراوح أعمارهم بين 22 و28 عاماً، محتجزون لدى الشرطة منذ يوم الجمعة.
ويأتي ذلك في وقت أفيد فيه عن أن بلغاريا ستسلّم فرنسا مواطناً فرنسياً، كان شريكاً تجارياً للأخوين كواشي. وأقرّ الفرنسي، فريتز جولي يواكين، بأنّه كان على صلة بالأخوين وأنه كان يلعب كرة القدم معهما، لكنه نفى انتماءه إلى أي جماعة إسلامية
مسلّحة. وقال محاميه إن موكله مستعد لتسليمه لفرنسا لإثبات براءته.
ويواكين شاب عمره 29 عاماً، اعتنق الإسلام وترجع أصوله إلى دولة هايتي. وكانت الشرطة البلغارية قد ألقت القبض عليه عند نقطة تفتيش حدودية، في الأول من كانون الثاني، قبل هجوم باريس بينما كان يحاول العبور إلى تركيا.
وبالتوازي مع هذه التطوّرات، ما زالت حالة الخوف والتهويل مستعرة بين صفوف السلطات الأمنية الفرنسية، التي أعلنت، أمس، اعتقال خمسة روس من الشيشان في جنوب فرنسا، للاشتباه في أنهم كانوا يعدّون لتنفيذ هجوم في البلاد، بحسب ما أفاد مدّعون محلّيون الثلاثاء.
واعتقل الخمسة، يوم الاثنين، في بلدة بيزييه قرب ساحل المتوسط على بعد نحو 70 كلم عن مونبلييه. وأكدت النيابة مصادرة بعض «المواد» أثناء عملية التفتيش، مضيفة أن أحد المعتقلين كان يعيش في بلدة بيزييه، بينما كان آخر يعيش «على الأرجح» في مونبلييه، ولا يزال يجري التحقيق في أماكن إقامة المعتقلين الباقين.
وتعقيباً على ذلك، طلبت روسيا من السلطات الفرنسية معلومات بشأن اعتقال المواطنين الروس الخمسة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، أن قنصليتها العامة في مرسيليا (جنوب فرنسا) تلقت تقريراً عن اعتقال زليمخان إسماعيلوف الذي كان يقطن في مدينة بيزييه.
وأضاف البيان أن الشخص المذكور «اعتقل، في الـ19 من الشهر الحالي، بتهمة المشاركة في عصابة تخطّط لارتكاب هجوم إرهابي»، وذلك إضافة إلى اعتقال أربعة أشخاص آخرين أكدت السلطات الفرنسية أن جميعهم مواطنون روس، وأنها تعهدت تقديم تفاصيل بذات الشأن لاحقاً.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)