وقّعت إيران وروسيا، خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى طهران الثلاثاء، بروتوكول اتفاق لتعزيز «تعاونهما العسكري الثنائي خدمة للمصالح المشتركة» بين البلدين، كما قرّرا تسوية مشكلة «اس-300» التي كانت قد ألغيت في عام 2010، بسبب الأزمة الدبلوماسية الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، وفرض العقوبات على طهران. والاتفاق الذي وقعه شويغو ونظيره الإيراني، حسين دهقان، يرمي إلى تعزيز «التعاون من أجل الحفاظ على السلام وتوفير الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي والتصدي للميول الانفصالية والتطرف»، بحسب ما أفاد الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الإيرانية.

وسيتعاون البلدان أيضاً في مجال «التدريب العسكري وتنظيم مناورات مشتركة».
وقال شويغو، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية: «نأمل أن يتيح توقيع هذا البروتوكول تطوير التعاون العسكري بين روسيا وإيران»، مضيفاً أنه «يضطلع بدور أساسي لتوفير الأمن في المنطقة».
وأعرب شويغو عن ترحيبه بتوجه القيادة الإيرانية نحو التوسيع الشامل للعلاقات مع روسيا، وخصوصاً في مجال الدفاع. وأكد ان توقيع اتفاقية مشتركة بين موسكو وطهران حول التعاون العسكري سيمثل خطوة مهمة في اتجاه تعزيز العلاقات الشاملة.
من جانبه، قال دهقان للتلفزيون الرسمي إن للبلدين «تحليلاً مشتركاً حول سياسة الولايات المتحدة وتدخلها في الشؤون الإقليمية والدولية وضرورة التعاون في التصدي لتدخل القوات الأجنبية في المنطقة».
لكن العلاقات مع روسيا التي كانت أبرز مزوّد لإيران بالأسلحة، عكّرتها خلافات منذ بدء الأزمة الدبلوماسية الدولية حول البرنامج النووي الإيراني. ففي عام 2010، ألغت موسكو عقداً أبرم، قبل ثلاث سنوات، لتسليم إيران صواريخ مضادة للطيران من نوع «اس 300» وقيمتها 800 مليون دولار، تطبيقاً لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة على طهران. وتطالب إيران بـ4 مليارات دولار تعويضاً عن هذا الإلغاء.
وفي هذا السياق، أشار موقع وزارة الدفاع إلى أن «البلدين قررا أيضاً تسوية مشكلة اس-300»، من دون مزيد من التفاصيل.
إلا أن وكالة «ريانوفوستي» نقلت عن مسؤول عسكري روسي رفيع المستوى إشارته إلى إمكانية أن تقوم بلاده بتسليم إيران منظومة «اس 300» الصاروخية الدفاعية.
وقال المسؤول في وزارة الدفاع، الجنرال ليونيد ايفاشوف، أمس، إنه من المحتمل أن تقوم روسيا بتسليم منظومة «اس 300» لإيران. وأوضح الجنرال ايفاشوف، أنه جرى اتخاذ خطوة في مسار التعاون الاقتصادي والتكنولوجي التسليحي من ضمنه في مجال المنظومتين الدفاعيتين «اس 300» و«اس 400».
على صعيد آخر، برزت، أمس، عدة تصريحات وتحرّكات إيرانية على مستوى العلاقة مع دول الجوار. فقد وصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى أفغانستان، أمس، للقاء كبير المسؤولين التنفيذيين في الحكومة الجديدة، عبدالله عبدالله، لبحث التحديات التي تواجهها المنطقة، في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، أن إيران على استعداد لإجراء حوار صريح مع السعودية بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال شمخاني، خلال استقباله السفير الإيراني في السعودية، حسين صادقي، إن «إيران لديها الاستعداد اللازم لمواصلة الحوار الصريح والشفاف والشامل في ما يتعلق بالقضايا موضع اهتمام إيران والسعودية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى بعض العقبات الموجودة في هذا الصدد.
وفي هذه الأثناء، أكد ظريف خلال لقائه عبدالله في أفغانستان، أن إيران «عملت على مدى سنوات، على إقرار السلام ومكافحة التطرف والتمرد في المنطقة. وسنواصل جهودنا هذه من دون تأخير». وأضاف: «نحن مع شعب أفغانستان للمساعدة على إعادة إعمار أفغانستان والمساعدة في تحقيق الأمن في أفغانستان ومحاربة التطرف».
من جهته، أبدى عبد الله قلقه من التحديات التي تواجهها بلاده، طالباً تعاوناً جاداً بين البلدين. وقال إن «مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية التي أصبحت مشكلة عالمية تتطلب تعاوناً أفضل وأكثر جدية بين البلدين، وكذلك في ما يتعلق بمكافحة تهرب المخدرات».
إلى ذلك، أعلن السفير الإيراني في قطر أن مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الدول العربية وأفريقيا، حسين أمير عبداللهيان، وصل بعد ظهر أمس إلى الدوحة في زيارة تستمر يومين، للمشاركة مع نظيره القطري، خالد بن محمد العطية، في الاجتماع الثالث للجنة الإيرانية القطرية المشتركة.
(الأخبار، مهر، فارس)