بعد التوتر الذي شهدته علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، لاح «بصيص أمل» بانفراجة في مستقبل التواصل بينهما. وسجّل يوم أول من أمس، سعياً مشتركاً إلى تقليص الخلافات بين الطرفين، خلال زيارة رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أغلو، مقرّ الاتحاد في العاصمة البلجيكية بروكسل.وقال داوود أوغلو إن تركيا «مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي في كل المجالات». الخطوة التركية، تأتي بالتزامن مع إبداء مشرعين في الاتحاد الأوروبي «قلقهم إزاء حرية التعبير في تركيا»، وذلك على خلفية الحملة على صحيفة «جمهورييت» التركية بعدما أعادت نشر رسوم «شارلي إيبدو» في عددها الأخير، التي تصوّر النبي محمد.

وهي ليست المرة الأولى التي يعبّر فيها الاتحاد الأوروبي عن قلقه من أداء تركيا «المتعارض مع معاييره»، إذ وصل التوتر في هذا المجال إلى ذروته قبل شهر، حين انتقدت بروكسل اعتقال أنقرة لإعلاميين، بتهمة على خلفية الانتماء إلى جماعة الداعية الإسلامي «فتح الله غولن». غير أن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، تجنّب الانتقادات المباشرة عندما اجتمع بداوود أوغلو.
وقال تاسك بعد اجتماع مع داوود أوغلو: «قد يكون لدينا خلافات في الرأي بشأن رسوم شارلي إيبدو. أنا متأكد من أن البعض في الاتحاد
الأوروبي يختلف أيضاً مع ما يقولون. لكننا سندافع عن الحق في التعبير أيضاً. بالنسبة إلى أوروبا فهذه مسألة قيم جوهرية».
ويحيل كلام داوود أوغلو عن القيم الأوروبية على الهجوم الكلامي بين الرئيس رجيب طيب أردوغان ومفوّض سياسة الجوار الأوروبي ومفاوضات التوسعة يوهانس هاهن، قبل شهر، حين وصف الأخير حملة الاعتقالات ضد الصحافيين في تركيا، بـ«غير المطابقة للقيم الاوروبية، وقد تعرقل مسيرة انضمام أنقرة إلى الاتحاد الاوروبي».
غير أن داوود أغلو، أكد للصحافيين، أمس، أن «انضمام تركيا إلى الاتحاد يظل الإطار الرئيسي لعلاقاتنا». وأمل رئيس الحكومة التركي تحقيق المزيد من قوة الدفع بشأن مساعي تركيا لنيل العضوية الكاملة في الاتحاد، وهي العملية المتوقفة منذ وقتٍ طويل.

(الأخبار، أ ف ب)