تضاعفت العمليات ضد «جهاديين»، منذ مساء الخميس في أوروبا، حيث جرى التدخل ضدّ خلية كانت على وشك التحرك «خلال بضع ساعات» في بلجيكا مع حملة مداهمات واعتقالات في الأوساط الإسلامية في برلين واعتقالات في المنطقة الباريسية على علاقة باعتداءات الأسبوع الماضي.
فقد شهد التحقيق في اعتداءات باريس، تطوراً جديداً مع توقيف 12 شخصاً، ليل الخميس الجمعة، في منطقة العاصمة، يشتبه في أنهم قدموا العون لمنفذي هذه الهجمات، بحسب ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف.

وصرح مسؤول فرنسي بأن الاعتقالات جرت في مناطق إلى الجنوب من باريس، من بينها مونترو حيث قتلت شرطية بالرصاص في الهجمات، مضيفاً أن هذه الاعتقالات لها صلة بتقديم «دعم لوجيستي» للمهاجمين.
ولم يمرّ يوم فرنسا، أمس، من دون إنذارات وأحداث أثارت هلعاً في الأوساط الفرنسية، فقد أخليت محطة قطارات في باريس، الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد إنذار ثم أعيد فتحها بعد نحو ساعة، في وقت احتجز فيه مسلح رهينتين، منذ ظهر أمس في مركز بريد كولومب، قرب باريس، ثم اعتُقل وأُفرج عن الرهينتين سالمتين. وأفاد أحد المصادر بأنه «لم يحصل هجوم، الرجل المسلح استسلم بنفسه».
أوقفت السلطات الفرنسية 12
شخصاً على علاقة باعتداء باريس

في هذه الأثناء، كانت بلجيكا في حال تأهب غداة عملية عنيفة نفذتها الشرطة ضد خلية «جهادية» في فرفييه شرق البلاد، قتل خلالها اثنان من المشتبه فيهم، بعدما ردوا على الشرطة مطلقين النار من أسلحة حربية، الأمر الذي دفع رئيس الوزراء، شارل ميشال، أمس، إلى الإعلان أن بلاده على استعداد لدعوة الجيش لتعزيز أمنها.
ويأتي ذلك بعدما قررت الحكومة، مساء الخميس، رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الثالثة في مجمل أرجاء البلاد، على الرغم من «عدم وجود تهديد محدد وملموس بتنفيذ اعتداء»، بحسب ميشال. وفيما أشار وزير الداخلية، جان جامبون، إلى أن «فرقة من 150 رجلاً على استعداد للانتشار في مواقع» ستحددها السلطات، أوضح وزير الدفاع، ستيفن فاندبوت أنها «فرق شبه كوماندوس سيكون بإمكانها بالتالي حمل السلاح»، لافتاً إلى أن هذا الانتشار قد يتم سريعاً، أي «هذا المساء أو غداً»، ولفترة «مؤقتة» ستدوم «ما دامت الحكومة ترى أن ذلك ضروري».
وتزامناً، أعلنت النيابة العامة الفدرالية في بلجيكا أن عملية مكافحة الإرهاب الواسعة النطاق التي جرت الخميس في البلاد، أدت إلى توقيف 13 شخصاً ومقتل اثنين يشتبه في أنهم «جهاديون»، في سياق تفكيك خلية كانت على وشك تنفيذ اعتداءات تهدف إلى «قتل شرطيين». وأوضحت النيابة أن بلجيكا ستطالب بتسليم بلجيكيين أوقفا في فرنسا في إطار هذا التحقيق، فيما أفادت عدة وسائل إعلام بأن المشتبه فيهم العائدين أخيراً من سوريا كانوا يستعدون لتنفيذ اعتداء ضد أجهزة الشرطة «في غضون ساعات».
وشدّد وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز، على أنه «ليس هناك رابط بين اعتداءات باريس والاعتداءات المخطط لها في بلجيكا» ولا «بين الشبكتين» ولو أنه جرى تبادل معلومات بين الشرطتين البلجيكية والفرنسية، الأمر الذي أكده رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، نافياً أي «رابط مباشر» في المرحلة الحالية بين اعتداءات باريس، وعملية مكافحة الإرهاب التي جرت الخميس في بلجيكا. وفي بروكسل، أغلقت مكاتب الشرطة ونفذت عملية تحقّق من الهوية قبل السماح لأي شخص بالدخول. وفي مناطق كثيرة طلب من الشرطيين عدم السير في الشوارع بلباسهم الرسمي من دون أسلحة وسترات واقية من الرصاص. وبرر وزير الداخلية، جان جامبون، هذا القرار بأن «عملية التطهير هذه، قد تحمل آخرين على الانتقال إلى ارتكاب فعل ما».
أما في برلين، فقد جرى نحو عشر مداهمات، صباح أمس، «في الأوساط الإسلامية». وتمّ اعتقال تركيين أحدهما يشتبه في أنه يقود «مجموعة من المتطرفين» كانت تخطط لارتكاب «عمل عنيف وخطير في سوريا» والثاني كان يهتم بمالية المجموعة.
غير أن الشرطة أشارت إلى أنه ليس لديها «أي مؤشر يدل على أن المجموعة كانت تعد لاعتداءات في ألمانيا».
(رويترز، أ ف ب)