لم ينه مقتل منفذي هجومي «شارلي إيبدو» ومتجر الأطعمة اليهودية، المطاردة التي كانت تنفذها الشرطة الفرنسية، فحتى الآن ما زالت هذه الأخيرة تبحث عن رفيقة «الإسلاميين المتشددين» الذين نفذوا الهجومين، التي كشفت تقارير عن احتمال وجودها في سوريا، في وقت برزت فيه إمكانية وقوف «الدولة الإسلامية» وراء الهجومين، بعدما كانت المعلومات قد تكشّفت عن دورٍ لتنظيم «القاعدة» في اليمن.
حياة بومدين (26 عاماً)، التي أفيد بأنها رفيقة محتجز الرهائن في متجر الأطعمة اليهودية اميدي كوليبالي، الذي قتلته الشرطة الجمعة، أصبحت المطلوبة الرقم واحدا في فرنسا، بعدما أدرجتها الشرطة كمشتبه فيها في ذلك الهجوم وفي إطلاق الرصاص في وقت سابق على شرطية، ووصفتها بأنها «مسلحة وخطيرة»، لكنّ وسائل الإعلام أفادت لاحقاً، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن بومدين غادرت فرنسا منذ الثاني من كانون الثاني متوجهة إلى سوريا عبر تركيا، وكانت برفقة رجل وكانت تحمل تذكرة عودة بتاريخ التاسع من كانون الثاني، لكنها لم تعد.
وزير العدل الأميركي: ما من معلومات حتى الآن على أن «القاعدة» وراء الهجمات

وفيما عرضت الشرطة صورة رسمية تظهر فيها امرأة شابة ذات شعر أسود وطويل مربوط إلى الخلف، نشرت وسائل الإعلام الفرنسية صوراً لامرأة منتقبة قيل إنها لبومدين، وظهر في يديها قوس ونشاب فيما أفيد بأنه تدريب في عام 2010 في منطقة كانتال الجبلية.
ووصفتها وسائل الإعلام بأنها واحدة من سبعة أبناء توفيت والدتهم، عندما كانت صغيرة وكافح والدها الذي كان يعمل في توصيل الطلبات جاهداً للاعتناء بالأسرة. وحينما كانت في سن المراهقة فقدت وظيفتها في الخزينة واعتنقت الإسلام وبدأت في ارتداء النقاب.
وعلى هذا الصعيد، أفادت صحيفة «لوموند» بأن بومدين تزوجت في عام 2009 أميدي كوليبالي في مراسم دينية لا تعترف بها السلطات المدنية الفرنسية، مضيفة أن الشرطة استجوبتهما عام 2010 حين دخل كوليبالي السجن لاشتراكه في مؤامرة لتهريب مدبر الهجوم المميت على شبكة النقل في باريس عام 1995 من السجن.
وأشارت إلى أن حياة بومدين رافقت كوليبالي عندما زار الداعية الإسلامي المتطرف، جمال بغال، في عام 2010 في مورات جنوب فرنسا، حيث أودع قيد الإقامة الجبرية، فيما قالت للمحققين إن تلك الزيارة كانت «للقيام بنزهة ولتغيير المنظر».
وأعلن المدعي العام الفرنسي، فرانسوا مولان، أن المهاجمين الثلاثة، الشقيقين، سعيد وشريف كواشي واميدي كوليبالي، كانت علاقتهم «متواصلة ومكثفة». وتعتقل الشرطة، منذ الأربعاء، الزانة حميد زوجة شريف كواشي التي قال المدعي إنها «أجرت أكثر من 500 اتصال هاتفي خلال عام 2014 مع رفيقة كوليبالي».
وفي سياق متصل، وعقب تناقل وسائل الإعلام الفرنسية أخباراً عن إعلان المهاجمين قبل مقتلهم أنهم يعملون بأوامر من تنظيم «القاعدة» في اليمن، تناقلت حسابات لـ«جهاديين» على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، شريط فيديو يظهر فيه رجل يقدّم نفسه على أنه أحمدي كوليبالي، وهو يبايع زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» ويؤكد شراكته مع الأخوين كواشي في عملية «شارلي ايبدو» والحوادث التي تلتها. ويقول كوليبالي بالفرنسية «أتوجه أولاً إلى خليفة المسلمين أبا بكر البغدادي الخليفة إبراهيم، لأبايعه». يضيف أن «ما نقوم به أمر شرعي تماماً بالنظر إلى ما يقومون به. إنه انتقام يستحقونه منذ زمن. لا يمكن الهجوم على الخلافة والدولة الإسلامية من دون توقع رد». وتابع «توقعون ضحايا أنتم وتحالفكم (التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيمات الجهادية الذي تشارك فيه فرنسا). تقصفون هناك (سوريا والعراق) بانتظام، تقتلون مدنيين ومقاتلين، لماذا؟ لأننا نطبق الشريعة؟ لن نترككم تفعلون هذا، سنقاتل إن شاء الله لإرساء كلمة الله سبحانه وتعالى».
ويؤكد كوليبالي في الشريط المسجّل شراكته مع الأخوين كواشي، ويقول «فريقنا انقسم إلى اثنين، وأنا خرجت أيضاً قليلاً لمواجهة الشرطة. قمنا بجزء من العمل معاً وجزء آخر بشكل منفصل»، مشيراً إلى حصولهم «على بضعة آلاف يورو لتسديد ما اشتريناه».
وكان أحد زعماء تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، الشيخ حارث النظاري، قد أعلن في تسجيل صوتي، أن الهجوم الذي وقع في فرنسا دفعت إليه إهانة النبي محمد ولكنه لم يصل إلى حد إعلان المسؤولية عن الهجوم على مكاتب صحيفة «شارلي إيبدو».
لكن وزير العدل الأميركي، إريك هولدر، أشار أمس إلى أنه «ما من معلومات موثوق بها» حتى الآن على أن تنظيم «القاعدة» كان وراء الهجمات.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)