قتلت قوات الأمن الفرنسية، أمس، الأخوين المشتبه فيهما في هجوم على مقر «شارلي إيبدو» خلال مداهمة لمطبعة احتجزا بها أحد الرهائن، فيما قتل أربع رهائن آخرين في حادث منفصل. وجاءت النهاية العنيفة للحادثين المتزامنين بعد عملية أمنية على نطاق لم يسبق له مثيل، رداً على أحد أسوأ التهديدات التي تواجهها فرنسا لأمنها الداخلي منذ عقود.
وقال مسؤولون إن الأخوين شريف وسعيد كواشي قُتلا عندما اقتحمت قوات مكافحة الإرهاب مطبعة في بلدة دامارتان جويل شمال شرقي باريس، حيث احتجز المشتبه فيهما الرئيسيان في الاعتداء على «شارلي ايبدو» أحد الرهائن. وقال مسؤول إن الرهينة حررت بسلام.
وسمع دوي إطلاق نار من أسلحة آلية أعقبته انفجارات ثم هدوء، بينما شوهد الدخان أعلى المطبعة. ووسط ضباب كثيف هبطت طوافة على سطح المبنى، في إشارة إلى انتهاء الهجوم. وقال مصدر حكومي إن الأخوين خرجا من المبنى وفتحا النار على الشرطة قبل قتلهما.
وبعد دقائق على العملية الأولى، اقتحمت الشرطة متجراً لـ«الأطعمة اليهودية» في حي فينسان شرقي باريس. وقال مصدر في نقابة الشرطة إن أربع رهائن على الأقل قتلوا هناك فضلاً عن المسلح، امادي كوليبالي، الذي يعتقد أنه على صلة بنفس الجماعة التي ينتمي إليها الأخوان كواشي. وأظهرت لقطات تلفزيونية عشرات من ضباط الشرطة المدججين بالسلاح خارج مدخلي المتجر. وبدأ الهجوم بإطلاق النار وانفجار على الباب ثم بدأ خروج الرهائن.
وكان كوليبالي قد نجح قبل مقتله بإجراء اتصال بقناة «بي اف ام تي في»، معلناً أنه «وافق» تحركه مع حركة الأخوين كواشي. وقال إنه ينتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وفي اتصال منفصل بالقناة ذاتها، أكد شريف كواشي أنه أُرسل إلى فرنسا بتمويل من تنظيم «القاعدة» في اليمن.
من جهته، ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في كلمة مساء أمس عبر التلفزيون، بـ«العمل المرعب المعادي للسامية» الذي ارتكب باحتجاز رهائن في «متجر يهودي»، مضيفاً تعليقاً على عملية احتجاز الرهائن الأخرى بأن «الذين ارتكبوا هذه الأعمال الإرهابية، هؤلاء المتعصبون لا علاقة لهم بالدين الإسلامي».
وتابع الرئيس الفرنسي قائلاً بعد ثلاثة أيام من الرعب والهجمات التي خلفت 17 قتيلاً و20 جريحاً في البلاد، إن «فرنسا تصدت» للهجمات الإرهابية، لكن «التهديدات التي تستهدفها لم تنته». ويأتي حديث هولاند قبل يومين على مسيرة «جمهورية» متوقعة في باريس، يشارك فيها قادة أوروبيون تضامناً مع فرنسا، من أبرزهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
بدوره، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه يأمل أن يكون التهديد المتعلق بحوادث إطلاق النار في باريس قد انتهى، وقال: «في شوارع باريس شهد العالم مرة أخرى ما يمثله الإرهابيون، فلا شيء لديهم ليقدموه سوى الكراهية والمعاناة الإنسانية. نحن نمثل الحرية والأمل والكرامة لجميع البشر. وهذا ما تمثله مدينة باريس للعالم».
وفي سياق يبدو منفصلاً برغم إثارته الرعب، كان مسلح سطا على محل مجوهرات في مدينة مونبيلييه جنوب فرنسا قد احتجز رهينتين، في حادثة قال المدعي كريستوف باري إنها «عملية سطو مسلح. ولا علاقة للأمر بما يجري في باريس».
(أ ف ب، رويترز)