تجددت المعارك العنيفة، أمس، في شرق تشاد بعد خمسة أيام على دخول متمردين قادمين من السودان إلى الأراضي التشاديّة، في هجوم يستهدف الوصول إلى العاصمة نجاميناأعلنت الحكومة التشادية والمتمردون، أمس، أن «معارك عنيفة» برية تدور بين اتحاد قوى المقاومة (تحالف تسعة فصائل متمردة) والقوات الحكومية «منذ ساعات الصباح الأولى» قرب ام ـــــ دام، فيما توالت في الخارج الإدانات لهذا الهجوم.
وأكدت سلطات نجامينا، عبر التلفزيون العام، أن «الجيش الوطني التشادي أعطب في الصباح الباكر (من يوم أمس) قافلة من 60 آلية في منطقة هويش»، فيما أفاد المتمردون في بيان بأن المعارك العنيفة التي «بدأت منذ ساعات الصباح الأولى اليوم (أمس)» تجري في هويش قرب ام ـــــ دام (أكثر من مئة كيلومتر جنوب أبيشي)، مؤكداً أنها أدت إلى وقوع «عشرات القتلى والجرحى» وإلى أسر المئات من القوات الحكومية وتدمير عدة دبابات.
وأبيشي كبرى مدن شرق البلاد، تؤوي مقارّ المنظمات غير الحكومية ومطاراً عسكرياً يستخدمه الجيشان الفرنسي والتشادي والقيادة العسكرية التشادية لشرق البلاد. بالإضافة إلى أن شرق تشاد يؤوي أيضاً نحو 450 ألف لاجئ سوداني ووسط أفريقي ونازحين تشاديين، ووكالات تابعة للأمم المتحدة قامت بعضها، من باب الحيطة، بنقل معظم موظفيها من المنطقة والحد من نشاطاتها فيها.
ويؤكد المتمردون، الذين دخلوا شرق تشاد في الرابع من أيار قادمين من السودان المجاور، أن «هدفهم الأخير» هو العاصمة نجامينا، التي سبق أن دخلها في شباط 2008، ائتلاف سابق من المتمردين كاد يطيح الرئيس إدريس ديبي، فيما تؤكد الحكومة أنها اتخذت كل التدابير لصدهم.
ويشار إلى أن نجامينا والخرطوم اللتين تتهم كل منهما الأخرى بالسعي إلى زعزعة استقرارها، من خلال دعم مجموعات مسلحة متمردة، وقعتا عدداً من الاتفاقيات الرامية إلى تسوية الخلافات بينهما، غير أنها بقيت حتى الآن حبراً على ورق.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً يخصص لمناقشة الوضع في تشاد، في ضوء هذا الهجوم الذي دانته كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي، الذين رأوا أنه أعمال عنف، داعين جميع الأطراف إلى الحوار.
ويشار إلى أن معارك أول من أمس شهدت، كما أفادت قيادة أركان الجيش، سقوط 247 قتيلاً، بحسب ما أعلنت الحكومة التشادية، فيما لم تصدر أي حصيلة عن اتحاد قوى المقاومة.
(أ ف ب)