خاص بالموقعبول الأشقر
أعلن الرئيس الكوستاريكي، أوسكار أرياس، الذي يستضيف اليوم جولة جدية من المفاوضات الهندورية في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية في أعقاب الانقلاب الذي شهدته البلاد، أن عودة الرئيس المخلوع، مانويل زيلايا، «غير قابلة للنقاش، فهناك قرار إجماعي لرؤساء 34 دولة من منظمة الدول الأميركية، فضلاً عن قرارات الأمم المتحدة بأن زيلايا يجب أن ينهي رئاسته».

وأوضح أرياس أنه يعمل على خطة للتسوية تشمل عودة زيلايا إلى الرئاسة وتأليف «حكومة مصالحة وطنية» قد يشغل فيها رئيس الأمر الواقع، روبيرتو ميتشيليتي، حقائب استراتيجية مثل الداخلية والمالية، مقابل تخلي زيلايا عن مشروع «الصندوق الرابع» لانتخاب جمعية تأسيسية، إضافةً إلى «إمكان إقرار عفو عن الجرائم السياسية» من دون أن يحدّد من سيستفيد من عفو كهذا.

وبانتظار نتائج المفاوضات وترجمة تلك الأفكار إلى اتفاقات، واصل مؤيدو زيلايا في هندوراس، قطع الطرق في محاولة منهم للضغط على رجال الأعمال لإجبارهم على فك تحالفهم مع الانقلابيين. وقد حالت عملية قطع الطرق دون تحرك الشاحنات على الأراضي الهندورية، فيما بقيت النقاط الحدودية التي تربط البلد بالسالفادور ونيكاراغوا خالية من أي نشاط.

وقال النقابي إراستو ريّس: «إنها رسالة موجهة إلى القطاع الخاص. نأمل أن يعيدوا حساباتهم ويدركوا أن دعم الانقلابيين لا يفيد مصالحهم». ولم يستبعد أن يستمر التحرك طوال نهاية الأسبوع لمواكبة المفاوضات.

في غضون ذلك، وجه وزير خارجية الأمر الواقع، كارلوس لوبيز، رسالة إلى مجلس أمن الأمم المتحدة اتهم فيها الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، بـ«تهديد الأمن الوطني الهندوري بالحديث عن إرسال جيوشه» إلى البلاد.

وكان تشافيز، الذي يشارك مع رؤساء الباراغواي والإكوادور ووزراء خارجية المنطقة في احتفالات مرور مئتي عام على استقلال بوليفيا، قد قال «إن الوضع في هندوراس أصبح أكثر توتراً وتعقيداً وقد يتحول إلى حرب أهلية ذات أفق إقليمي...». وأشار إلى أن زيلايا أكد له «أنه عائد إلى هندوراس حتى لو كلفته العودة حياته... فيما غوريليتي (نسبة إلى ميتشيليتي) وأمثاله مصيرهم مزبلة التاريخ».

وفي سياقٍ متصل، طالب الرؤساء الموجودون في بوليفيا الرئيس الأميركي باراك أوباما، باتخاذ «خطوات عملية لإثبات أن حكومته لا تؤيد الانقلابيين»، وخصوصاً أن الرأي السائد بين الرؤساء هو أن الولايات المتحدة تقف وراء الانقلاب من خلال وزارة خارجيتها، وتحديداً سفيرها في هندوراس وفق اعتقاد تشافيز، وبواسطة البنتاغون وقاعدتها العسكرية في هندوراس حسب اعتقاد الرئيس البوليفي، إيفو موراليس.

إلى ذلك، أعلنت وزيرة خارجية هندوراس التابعة لزيلايا، باتريسيا روداس، أنه طُلب «من إدارة الولايات المتحدة الكف عن التدابير التدريجية (التي تتخذها بحق الانقلابيين) والانتقال إلى قطيعة حقيقية في ما يخص المساعدة العسكرية والاقتصادية والتحويلات».