يبدو أن التناغم الذي طالما ميّز العلاقة بين الصين وروسيا إلى حدّ التكامل، في مواجهة السياسة الغربية ــ خصوصاً عبر مقاعد الأمم المتحدة ــ قد بدأ يتحوّل إلى تباعد، بحسب تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي»، أمس.
فقد نقلت المجلة الأميركية عن أحد الدبلوماسيين في الأمم المتحدة إشارته إلى أن هناك ملامح تحوّل محوري في العلاقة الروسية ــ الصينية، مشيرة إلى أن هذا الدبلوماسي اطّلع على مجريات أحد الاجتماعات داخل الأبواب المغلقة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بين وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكن ووفد من وزارة الخارجية الصينية، في أواخر أيلول الماضي. بحسب الدبلوماسي، فقد حمل الوفد الصيني في جعبته «أخباراً سارة» تفيد بدعم الصين لطموحات أوكرانيا بالحصول على مقعد في مجلس الأمن، الأمر الذي كانت روسيا تعمل جاهدة لإحباطه.
كاتب التقرير كولم لينش رأى أن «هذه الخطوة تعدّ انتكاسة دبلوماسية لروسيا، التي طالما حظيت بالدعم الصيني في مجلس الأمن، في معظم القضايا التي اصطدمت فيها مع القوى الغربية"، مضيفاً أنها "خطوة تحمل رسالة واضحة إلى روسيا بأن الصين ستفعل ما تمليه عليها مصالحها، حتى وإن كان ذلك على حساب روسيا».
وفي هذا الإطار، أشار الكاتب إلى التوسع التجاري الذي بدأت تشهده العلاقات الاقتصادية بين الصين وأوكرانيا، بعد ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم، «والذي تجلى بشكل واضح في صفقة القمح الأوكرانية الضخمة مع الصين»، متخطّية فيها الولايات المتحدة كمستورد للقمح الأوكراني.

هناك توافق بين البلدين في بعض القضايا، مثل قضية كوريا الشمالية والتحالف مع إيران

ونقلت المجلة عن دبلوماسي في مجلس الأمن قوله «بالتأكيد ما زال هناك توافق بين الصين وروسيا في بعض القضايا، مثل قضية كوريا الشمالية والتحالف مع إيران، ولكن هناك اختلافاً في وجهات النظر بخصوص قضايا أخرى، مثل أوكرانيا وجنوب السودان»، مضيفاً أن هناك خلافاً في ما يتعلق بطريقة التعاطي الروسي مع الشأن السوري، «حيث تحبّذ الصين جهوداً دبلوماسية مكثفة لإنهاء الصراع بين رجل سوريا القوي (الرئيس) بشار الأسد وأعدائه».
وأشار إلى أنه «ليس من مصلحة الصين أن تقوم روسيا بضم القرم، ولا أن تؤمّن دعماً عسكرياً قوياً ــ مع إيران ــ للأسد»، مؤكداً أن «شيئاً ما يحدث، هناك انفصال بين الصين وروسيا».
الدبلوماسي نفسه تحدث عن أن «من غير المحتمل حصول تغيير دراماتيكي» في العلاقة بين البلدين، في المستقبل القريب، ولكنه لفت إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يشجعون الصين على الابتعاد عن روسيا، في سبيل تحجيم أكثر الميول عدائية لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي السياق، أشار الدبلوماسي الأممي إلى أن «الولايات المتحدة تأمل أن تتمكن من إخضاع روسيا لضغط سياسي أكبر، في سبيل إيقاف نشاطاتها العسكرية في سوريا وأوكرانيا».
(الأخبار)