strong>بدا أمس أن الحادث البحري بين الكوريتين يمثّل امتداداً للتدهور الواضح، الذي أجهض كل محاولات ترطيب الأجواء. تدهور عاد مع وصول الرئيس الجنوبي المتشدد لي ميونغ باك إلى السلطة العام الماضي
أعلنت محطة التلفزة الكورية الجنوبية «واي تي إن»، أمس، أن ضابطاً كورياً شمالياً قتل وأصيب ثلاثة بحارة بجروح، خلال مناوشات بحرية وقعت بين القوات البحرية الكورية الشمالية وأخرى كورية جنوبية، في البحر الأصفر، بالقرب من جزيرة «ديشونغ». وأفاد بيان صادر عن رئاسة أركان كوريا الجنوبية أن «السفينة الكورية الشمالية أطلقت النار علينا ورددنا على مصادر النيران»، مضيفاً أنه «بعد طلقات التحذير من الجنوب، قامت السفينة الشمالية بإطلاق النيران مباشرة على زورق سريع جنوبي. ثم قامت القوات الجنوبية بإطلاق النيران للتصدي للنيران المضادة، ما دفع السفينة الشمالية إلى العودة إلى الشمال».
وأكد البيان أنه «لم تسجّل ضحايا في صفوفنا. إلّا أن السفينة الكورية الشمالية دمّر جزء منها وبدا الدخان ينبعث منها وهي تغادر شمالاً»، فيما أشارت محطة التلفزيون الكورية الجنوبية «واي تي إن» إلى مقتل ضابط وجرح ثلاثة بحارة من القوات الكورية الشمالية، في الاشتباك الذي وقع على خط الحدود الشمالي، غربي شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت «واي تي إن» عن مصادر عسكرية قولها إن السفينة الكورية الشمالية عبرت الحدود أثناء مطاردتها زورقاً صينياً كان يمارس الصيد غير الشرعي في هذه المنطقة.
أما بيونغ يانغ، التي لم تؤكد وقوع إصابات في صفوف جنود بحريتها، فقد طالبت سيول باعتذار عن هذه المناوشات، ووصفتها بأنها «استفزاز مسلّح خطير» من جانب الحكومة الجنوبية استهدف سفينة حراسة كورية شمالية، حسبما ذكرت وكالة أنباء كوريا الشمالية.
وذكر بيان للقيادة العليا للجيش الشعبي الكوري الشمالي، أنه أرسل سفينة حراسة للتأكد من جسم مجهول تجاوز المياه الشمالية، مشيراً إلى أن «السفينة الكورية الشمالية كانت تعود أدراجها إلى الشمال بعد التأكد من الجسم، وعندها لحقت بها زوارق حربية من القوات الكورية الجنوبية، وارتكبت مثل هذا الاستفزاز الكبير عبر إطلاق النيران عليها».
وحذر الجيش الشمالي من أنه دائماً على أهبة الاستعداد للردع.
في المقابل، عقد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك اجتماعاً طارئاً خاصاً بوزراء الأمن، لمناقشة الحادثة وسبل المواجهة في المستقبل.
وقال كبير مساعدي لي إنه دعا الجيش إلى الالتزام بالهدوء حتى لا يتطور الاشتباك البحري مع كوريا الشمالية إلى وضع أسوأ، فيما وصف رئيس الوزراء الجنوبي، جونغ وون تشان، الاشتباك بأنه «عرضي».
وفي واشنطن، حذرت الولايات المتحدة كوريا الشمالية من التصعيد، وذلك قبل أيام من زيارة يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى سيول.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن وفداً أميركياًَ سيزور كوريا الشمالية «في وقت مناسب لم يحدد بعد».
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)