شنّ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله هاشمي رفسنجاني، أمس، هجوماً حاداً ضد بعض الشبان الحكام في السعودية «غير الناضجين والمغرورين»، داعياً عقلاء العالم الإسلامي والمؤسسات الدولية إلى التدخل من أجل تشكيل لجنة لتقصّي الحقائق في كارثة منى، في وقت أكد فيه قادة الحرس الثوري أن "مرحلة ضبط النفس" قد انتهت حيال ممارسات المملكة الوهابية.
وأكد رفسنجاني، أول من أمس، ضرورة «عدم السماح بغلق الطريق أمام معرفة الاسباب الحقيقية لهذه الكارثة والتفاوض لحل هذه القضية، محذراً من دخول الجماعات المتطرفة والارهابية التي لا تعرف سوى لغة السلاح والقتل على الخط في حال عدم إيجاد الحلول.
كذلك أشار رفسنجاني الى التصريحات "غير المتزنة والحادة" لبعض المسؤولين السعوديين، قائلاً إنها "تعطي الذريعة للجماعات المغرضة والحاقدة التي تسعى دوماً الى إيجاد ونشر التفرقة بين الامة الواحدة، وخاصة الشيعة والسنّة"، ومشيراً إلى أن "تنظيم داعش الارهابي الذي يعتبر العدو الرئيسي للثقافة الاسلامية الاصيلة هو المستفيد الاكبر من هذه التصريحات.
في السياق، أعلن المستشار الأعلى لممثل المرشد الأعلى في «الحرس الثوري»، العميد يدالله جواني، أمس، أن آية الله علي خامنئي أعلن «انتهاء مرحلة ضبط النفس»، مشدداً على جاهزية «الحرس الثوري» وقدرته على تنفيذ الأوامر.

قادة الحرس الثوري: مرحلة ضبط النفس انتهت

وقال جواني إنه «إذا لم تتحمل السلطات السعودية مسؤولياتها، فإنها ستواجه الرد الإيراني الحاسم»، مضيفاً أن «المعطيات وتصريحات المسؤولين وإفادات الحجاج تظهر تغيير سلوك السعوديين بعد تصريحات المرشد الأعلى».
وأكد العميد جواني أن «الرد الإيراني سيكون حازماً وسريعاً وقاسياً وشديداً وعنيفاً»، مشيراً إلى أنه «إذا دخلت إيران مرحلة الرد، فإن أحوال آل سعود ستسوء». وقال «لا يستطيع أحد أن ينافس إيران في المنطقة».
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، استعداد طهران "للحوار والتعاطي الجاد مع دول المنطقة"، لافتاً إلى «أننا نولي الاهتمام للتصريحات الإيجابية لكبار المسؤولين في الكويت وقطر».
واعتبر إجراءات سلطنة عمان في مسار تعميق الصداقة في المنطقة «جديرة بالتقدير»، مضيفاً أن اجتماع الجمعية العامة «في نيويورك شكل فرصة جيدة للقاء وزراء خارجية إيران ودول منطقة الخليج، إلا أن تصريحات بعض وزراء الخارجية السلبية والمجحفة حالت دون ذلك».
من جهته، وصف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الهجمات الجوية الروسية ضد مواقع داعش فی سوريا بأنها "تأتي بناءً علی الطلب السوري". وقال إن "أميرکا، وبسبب مصالح حلفائها في المنطقة، لا تريد هزيمة جماعة داعش الارهابية".
وقال ظريف، في کلمة ألقاها قبيل مغادرته نيويورك في قسم الدراسات الدولية في جامعة "دنفر" الاميرکية، إنه "يجب أن نعي هذه الحقيقة، أن التطرف في منطقة الشرق الاوسط لن يقتصر علی سوريا والعراق، بل يشکل تهديداً علی کل العالم". وأضاف "في التعامل مع ظاهرة التطرف والعنف والارهاب يجب أن نهتم بکل جوانبها وأبعادها وجذورها. وفي هذا الإطار ينبغي أن نأخذ بالاعتبار أن بعض المجتمعات في المنطقة التي فيها أتباع الوهابية تدعم الفکر الداعشي".
وتابع ظريف أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة للتعاون مع دول المنطقة لمواجهة التحديات الامنية المرتبطة بهذه الجماعة الارهابية"، مؤکداً أن "التعامل مع داعش يجب الا يقتصر علی البعد العسکري، بل يجب الأخذ بنظر الاعتبار القضايا الثقافية والسياسية والعقائدية والاقتصادية".
وأشار ظريف الی أن "جماعة داعش الارهابية بحاجة الی مصادر مالية لبقائها". وتساءل: "من الذي يشتري النفط من هذه الجماعة أو يضع مصادر مالية وإمکانيات أخری تحت تصرفها؟".

(الأخبار)