نيويورك ـ نزار عبود خاص بالموقع -تعرضت إسرائيل لانتقادات شديدة على ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة في جلسة مجلس الأمن الدولي التي عُقدت اليوم والتي حضرها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بناءً على دعوة وإصرار مجموعة من السفراء العرب والمسلمين. وتركزت الانتقادات على الجمود في عملية التسوية، رغم الجهود الدولية الكثيرة التي تبذل، ومواصلة الاستيطان والتوسع، ولا سيما في القدس الشرقية، وتهديد سلامة الأماكن المقدسة بالحفريات، وعنف المستوطنين المتزايد، وإقرار المزيد من مشاريع الاستيطان، ومواصلة الحصار على غزة، وعدم تخفيف المعابر، وعدم حدوث أي تقدم بالنسبة إلى حصار غزة، واستمرار الغارات والاعتداءات على الفلسطينيين بواسطة الجيش الإسرائيلي.
وحذّر المندوبون العرب والمسلمون من أن «المساس بالحرم الشريف خط أحمر يهدد المنطقة بأسرها»، داعين إلى «تطبيق توصيات غولدستون الذي رفضته إسرائيل».
وفي السياق، حذر مساعد الأمين العام للشؤون السياسية أوسكار فيرنانديز تيرننكو من «مخاطر الممارسات الإسرائيلية وقلق الأمانة العامة الشديد منها». وقال: «إذا لم نستطع إحراز تقدم حاسم نحو اتفاق الوضع النهائي، فإننا نخاطر بالانزلاق إلى الخلف مع مضاعفات يمكن أن تكون بالغة الآثار السلبية». وحث الأطراف كافة على «تطبيق مبادئ خريطة الطريق نحو بناء الثقة واستئناف المفاوضات بشأن الوضع النهائي»، داعياً اللجنة الرباعية إلى «وجوب ممارسة دورها الكامل في دعم العملية»، معرباً عن التزامه «إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وإنهاء النزاع بإنشاء دولة فلسطينية»، وأشار كذلك إلى أن الاستيطان «غير شرعي».
وعن الوضع في لبنان، أعرب تيرننكو عن قلقه من «الهدوء الهش» في الجنوب، من دون أن يتطرق إلى الخروق الإسرائيلية اليومية أو عدم التزام إسرائيل تطبيق القرار 1701. وأشار إلى «التقدم في الوضع السياسي من خلال زيارات الرئيس ميشال سليمان لكل من سوريا وفرنسا وتركيا والإمارات والأردن ومصر، في إطار عملية التسوية الشاملة في المنطقة».
من جهتها، رأت مندوبة إسرائيل غبرييلا شاليف أن «تهديد حزب الله وحماس هو تهديد للأمن والسلم العالمي، ويجب التعامل مع هذا الإرهاب من هذا المنطلق». وانتقدت «سوريا وإيران على مساعدتهما وتهريب السلاح للمنظمتين»، قائلة إن «مكان حل الصراع في الشرق الأوسط ليس مجلس الأمن بل المفاوضات الثنائية المباشرة».
أما مندوب روسيا الدائم فيتالي تشوركين، فقد انتقد «استمرار توسع الاستيطان، وخصوصاً في القدس الشرقية، وتهديد المستوطنين لأماكن العبادة فيها، وإقرار مساكن جديدة وتهجير الفلسطينيين من المدينة». ودعا الأمم المتحدة واللجنة الرباعية إلى «اتخاذ موقف واضح من هذه الممارسات التي تؤثر على الوضع النهائي». وأضاف أن «روسيا لا تستطيع عقد مؤتمر موسكو من دون إحراز تقدم في هذه الأمور الأساسية»، مطالباً «بعقد اجتماع لوزراء الرباعية والأمم المتحدة في موسكو نهاية شباط المقبل من أجل الإعداد لمؤتمر موسكو وإزالة العقبات من أمام الحوار الفلسطيني الإسرائيلي».
وتطرق مندوب الولايات المتحدة أليخاندرو وولف إلى الاستيطان، قائلاً إن «إسرائيل لا تستطيع أن تتوقع أن تصبح المستوطنات شرعية». وطالب الفلسطينيين والإسرائيليين «بعدم استباق الوضع النهائي»، وحثهما على «العودة إلى طاولة التفاوض». ودعا الفلسطينيين إلى «تعقب الإرهاب واستئصاله»، داعياً «حماس إلى تقبل مبادئ الرباعية والاعتراف بإسرائيل، ومبادئ خريطة الطريق، والامتناع عن خطاب الكره ووقف تهريب السلاح، والإفراج الفوري عن جلعاد شاليط».
بدوره، أكد مندوب لبنان الدائم نواف سلام أن العدو «ما زال ينتهك سيادة لبنان على وجه شبه يومي براً وبحراً وجواً متجاهلاً تطبيق القرار 1701. فضلاً عن أنه لا يقدم خرائط لمزارع شبعا ولا ينسحب من شمال بلدة الغجر».
وألقى مندوب سوريا الدائم بشار الجعفري كلمة منظمة المؤتمر الإسلامي، وأعرب عن «قلق المجموعة الشديد من الوضع الخطير السائد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما الحصار غير الإنساني الذي يتعرض له السكان في قطاع غزة، والتهويد المستمر للقدس الشريف». وقال إنه «يتعين على المجتمع الدولي فرض إجراءات ضرورية لإرغام إسرائيل على إنهاء استعمارها للأراضي الفلسطينية».