برلين ــ غسان أبوحمد
خاص بالموقع- تجري قوات من الجيش الألماني والقوى الأمنية والعديد من فرق الإنقاذ سلسلة مناورات تدريبية في مطار مدينة كولونيا، بهدف القضاء سريعاً على أيّ «عمل إرهابي» قد تتعرض له المطارات أو المراكز الألمانية الرسمية والحساسة. وتقضي تفاصيل «سيناريو المناورة»، التي تستمر عدة أيام، وقوع انفجار قنبلة داخل المطار تنبعث منها مواد مشعة.

وتندرج هذه المناورة الوهمية في إطار قرار اتخذته الحكومة الألمانية في عام 2004، ضمن برنامج لمكافحة الكوارث والأعمال الإرهابية والمخاطر الكيميائية والبيولوجية يطلق عليه تسمية «لوكاكس». ويرى بعض المراقبين أنّ العودة إلى مبدأ «المناورات الوهمية» مرتبط إلى حدّ كبير بالاحتياطات الأمنية الداخلية التي تسعى إليها ألمانيا، بعد دخولها في بؤر التوتر والنزاعات الدولية، وخاصة في أفغانستان.

وتجري المناورة الوهمية «لوكاكس» للمرة الرابعة، بعد 2007، حين أقيمت تحت عنوان «مكافحة خطر انتشار الأوبئة المعدية»، وفي عامي 2004 و2005 جرت وقائعها ضدّ وقوع أخطار إشعاعات ذرية.

وتشرف على التنسيق وإدارة سيناريو المناورة الوهمية «أكاديمية التخطيط لحماية المواطنين من الكوارث» التي تضمّ مجموعة من كوادر العمل الأمني والعسكري والإسعاف في البلاد.

ومن المقرر أن تكون برلين المدينة الثانية التي تقام على أرضها مناورات أمنية وهمية، بما أنها العاصمة التي تحتضن المراكز الحكومية والرسمية. وأوضحت مصادر أمنية أنّ اختيار مطار كولونيا لهذه المناورات الوهمية يعود إلى موقعه الاستراتيجي، إذ إنّ جميع تنقلات القوات العسكرية، من ألمانيا وإلىها، إضافة إلى الأسلحة والمعدات، تجري عبره.

وتشير مصادر صحافية إلى أنّ عديد القوات العسكرية والأمنية وفرق الإنقاذ المشارِكة في سيناريو المناورة الوهمية قد يصل إلى نحو 1500 عنصر، وتشمل رجال الشرطة المحلية والعامة، وفرقاً من الجيش والاستخبارات والإطفاء وفرق الإنقاذ والطبابة، وستشمل فروع المطار بجناحيه العسكري والمدني.

ولن تقتصر المناورات على توقّع ضربات إرهابية بمواد سامة وخطرة للمواقع المصنّفة عسكرية، ومنها مطار كولونيا، بل إنّ سيناريو المناورة يشمل الساحات العامة والتجارية ومراكز الفرق الرياضية وملاعبها والملاهي الليلية في المدن الكبرى.