strong>بول الأشقر خاص بالموقع - وعد الرئيس البوليفي إيفو موراليس، أوّل من أمس، بـ«حماية الكوكب ومحاربة الرأسمالية»، خلال حفل تنصيبه رمزياً رئيساً للجمهورية للمرة الثانية، وسط شعبه الهندي، على موقع أحد معابد تيواناكو على بعد 72 كلم من مدينة لاباز وعلى علو 3800 متر فوق مستوى سطح البحر. وكان إيفو موراليس أول رئيس هندي يصل إلى السلطة في القارة الأميركية أعيد انتخابه قبل شهر بحوالى 65% من أصوات الناخبين. وموراليس الذي قادته إلى المنصة شيخة هندية تبلغ من العمر 88 عاماً، تلقّى على «باب الشمس» هدايا من شعوب القارة الهندية وعصايا إمرة. ونصّبه الكهنة الهنود «مرشداً روحياً لشعوب بوليفيا الهندية». قبل ذلك، قدّم إيفو القرابين على أطراف هرم أكابانا الأربعة، قبل أن يشكر باتشاماما (الأم الأرض) ويطلب منها «وحدة أرض بوليفيا والبحبوحة لشعبها» وأن توفر له «قدرة التمييز لحظة القرارات الصعبة».
وعلى منصة المعبد، توجه موراليس باللغات البوليفية الرسمية الثلاث (كيشوا وأيمارا الهنديتان والإسبانية) إلى ضيوفه الأجانب وإلى حوالى ثلاثين ألف هندي حملوا أعلام بوليفيا و«ويبالا» (علم الشعوب الهندية من كل ألوان قوس القزح) قائلاً «لدي اليوم شرف إعلان أنّ أيام بوليفيا المتسوّلة والمهانة قد ولّت إلى غير رجعة». وأضاف «أمامكم رئيس ودولتان؛ دولة استعمارية ذاهبة ودولة متعددة القوميات آتية وتحمل آمالاً كبيرة لشعوب العالم كافة... الدولة الاستعمارية لم تحمل إلينا أيّ أمل، وكان علينا أن ننتظر 180 عاماً لإعادة تأسيس بوليفيا بواسطة دولة متعددة القوميات ستوفر لجميع الشعوب الأصيلة الحقوق نفسها. هذا هو تحدّي الدولة الجديدة: أن توفر الحقوق نفسها للجميع». وتابع موراليس قائلاً «سمحت الدولة الاستعمارية بنهب موارد الباتشاماما، وكانت تمييزية بحق الشعوب الهندية التي نظرت إليهم دائماً كأنّهم متوحشون». واستشهد موراليس بحاكم سابق لبوليفيا قال «لست عدو الأغنياء ولكنّي أصادق الفقراء أكثر»، قبل أن يضيف «على قاعدة احترام الملكية الخاصة، للجميع حقوق... ولكن إذا كنا نريد إدراك المساواة فحقوق الفقراء أولى». وختم خطابه بترداد الوصايا الهندية الثلاث: «لا تسرق، لا تكذب، لا تتكاسل».
أمس، في اليوم التالي للتنصيب الرمزي الهندي، أتى دور القسم الرسمي. وسيقسم موراليس اليمين الدستورية مع نائب رئيسه أمام أعضاء الكونغرس الـ166، حيث يتمتع هذه المرة بأكثرية مريحة. ويتلقى موراليس الشارة الرئاسية التي أدخلت عليها رموز هندية وميدالية بوليفار وعصا الإمرة التي تعطى للقائد العام. ويلقي بعد ذلك موراليس أول خطاب هو بمثابة برنامج لولايته الثانية، قبل أن يشارك في مهرجان شعبي كبير في ملعب لكرة القدم.
وقالت حائزة جائزة نوبل الغواتيمالية الهندية ريغوبرتا مينشو، التي تشارك في الاحتفالات، إنّ «شعب بوليفيا تحول إلى مرجعية استثنائية في هذا المسار العام باتجاه الحرية وحاجة الشعوب الهندية إلى أن يأخذوا قراراتهم بأنفسهم».