واشنطن ــ محمد سعيد عرض مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، استراتيجية حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه اليمن على مختلف الأصعدة. وأعلن فيلتمان، في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس، أن تلك الاستراتيجية تتألف من شقّين: العمل على دعم اليمن في الجانب الأمني، وتشجيع الحكم الرشيد والتنمية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. غير أنه حذر من أن التركيز على بعد دون الآخر لا يمكن أن يؤدي إلى نجاح دائم. ودعا رئيس اللجنة جون كيري، في مستهل جلسة الاستماع، إلى «اعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة التهديد الذي يمثّله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية». وقال «يتضح لي أن هناك حاجة إلى صياغة استراتيجية تعالج الاحتياجات المباشرة والضرورية لمكافحة تنظيم القاعدة، وفي الوقت نفسه تضمن ألا يتحول اليمن إلى دولة أكثر خطورة عام 2030 عما هو عليه الآن». وقال كيري إن الحكومة المركزية في صنعاء لم تعد تمارس السلطة خارج المراكز السكانية القليلة، فيما يقوم «القاعدة» الآن بنسج المجتمع اليمني القبلي، في أماكن منسية من قبل الحكومة المركزية. وفي السياق، أوضح فيلتمان، الذي عاد أخيراً من جولة في المنطقة شملت صنعاء، أن «اليمن احتل أولوية قصوى على أجندة إدارة أوباما»، مشيراً إلى أن محاولة تفجير الطائرة فوق ديترويت أكدت أن المتطرفين في اليمن قادرون على العمل في بيئة غير مستقرة، وأنهم يهددون أمن الولايات المتحدة وكذلك أمن الحلفاء الرئيسيين.
وقال فيلتمان إن واشنطن ليست ساذجة في فهمها لوضع الحليف اليمني، إذ إن الحكومة محاصرة بالعديد من التحديات، موضحاً أن قدرة الحكومة على تقديم الخدمات وممارسة سلطتها غير ثابتة أو منسقة في مختلف أنحاء البلاد.
وأكد فيلتمان أن الولايات المتحدة لا تتعامل وحدها مع اليمن، بل المجتمع الدولي كله يعمل لتحسين الوضع هناك، و«التصدي للتهديد الذي يمثّله تنظيم القاعدة وغيره من المتطرفين المتشددين». وكان قد تحدث في جلسة الاستماع، إلى جانب فيلتمان، منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية دانيال بنجامين، والسفيرة الأميركية السابقة لدى اليمن باربرا بودين، والمحلل السابق في شؤون الإسلام في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) إميل نخلة. وأكد بنجامين أن اليمن يحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أن تقدم الحكومة الأميركية المساعدة لتدريب قوات الأمن اليمنية الحكومية وتجهيزها.
من جهته، قال إميل نخلة إن «ما يبعث على القلق هو تنامي الفكر السلفي المتطرف في الجزء الجنوبي من اليمن»، معتبراً ذلك «ظاهرة حديثة العهد في اليمن».