واشنطن ــ محمد سعيد خاص بالموقع- انتقد مسؤول يمني قرار البيت الأبيض وقف نقل معتقلين يمنيين في غوانتانامو إلى بلادهم، مشيراً إلى أنّ ذلك هو تراجع عن تعهد سابق للحكومة الأميركية بهذا الشأن، وقال المسؤول اليمني الذي طلب عدم الكشف عن هويته «إنه واجب حكومتي أن نطلب تسلم معتقلينا، على غرار كافة الدول». وأضاف: «بالطبع لقد قلنا ذلك لإدارة (الرئيس الأميركي باراك) أوباما».

وكان الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، قد قال يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن تنقل أي شخص من معتقل غوانتانامو إلى اليمن في الوقت الحاضر. وأضاف غيبس في إيجازه الصحافي: «قبل كل شيء إن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية استخدم أشخاصاً من غوانتانامو»، متابعاً: «لن ننقل أشخاصاً إلى بلد مثل اليمن عاجز عن التعامل مع هؤلاء المعتقلين».

ويذكر وجود نحو 90 يمنياً في غوانتانامو من إجمالي نحو 215 تشتبه السلطات الأميركية بعلاقتهم بتنظيم القاعدة. كذلك تزعم السلطات الأميركية أن النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي حاول تفجير الطائرة الأميركية التي كانت متوجهة من أمستردام إلى ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي قد تلقى تدريباً في اليمن.

وقال غيبس إنه «في الوقت الذي لا تزال فيه الإدارة الأميركية ملتزمة إغلاق المعتقل، نعتقد أن نقل أي معتقل إلى اليمن في الوقت الحاضر ليس فكرة صائبة».

وكان رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأميركي جوزيف ليبرمان إلى جانب عضوين جمهوريين بارزين هما جون ماكين وليندسي غراهام قد دعوا يوم 29 كانون الثاني الماضي في رسالة بعثوا بها إلى أوباما إلى وقف فوري لنقل معتقلي غوانتانامو، وقال ليبرلمان: «سيكون من غير المسؤول نقل أي من معتقلي غوانتانامو إلى اليمن». وأشار الثلاثة إلى أن الوضع في اليمن «غير مستقر، لإعادة نحو 90 يمنياً إلى اليمن».

وقال المحلل السابق حول الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بول بيلار، إن لدى إدارة أوباما سبباً مشروعاً للتردد في إعادة المعتقلين اليمنيين، بالنظر إلى الخبرة السابقة التي تضمنت هرب بعض المعتقلين من السجون اليمنية (وربما المساعدة) في هذا الشأن وعودة بعض المعتقلين إلى النشاط الإرهابي».

غير أن المسؤول اليمني رفض التعليق على تأثير عدم إعادة معتقلي غوانتانامو على العلاقات اليمنية الأميركية، لكنه قال «إن اليمنيين الذين أُعيدوا إلى اليمن كانوا من الذين برأتهم المحاكم الأميركية، وبالتالي يفترض أنهم أبرياء، أو على الأقل لا شيء ضدهم».