تخطط الحكومة البوليفية لزيادة مساحة زرع نبتة الكوكا بـ8 آلاف هكتار إضافي لتطوير عملية التصنيع من خلال إنتاج مشروب منشط يحمل اسم «كوكا كويا»، لتبقى هذه النبتة سبباً في التوتر في العلاقات المقطوعة مع الولايات المتحدة
بول الأشقر
تحاول بوليفيا رفع الإنتاج الرسمي لنبتة الكوكا عبر وضع مشروع قانون سيعرض على مجلس النواب لزيادة المساحة المزروعة إلى 20 ألف هكتار (مجموع مساحة الزرع حالياً 12 ألف هكتار)، وخصوصاً أن جزءاً من إنتاج نبتة الكوكا مرخص والجزء الآخر مسلم به.
وترى بوليفيا أن الاستهلاك التقليدي الهندي، أي تخزين النبتة كما يحدث مع القات في اليمن، أصبح يستهلك وحده إنتاج 16 ألف هكتار، فيما تنوي تخصيص الـ4 آلاف الباقية للتصنيع. وتنتج الآن بوليفيا بواسطة نبتة الكوكا أنواعاً من الشاي والشراب والمشروبات الكحولية ومعجون الأسنان.
وتهدف الحكومة البوليفية إلى إنتاج مشروب جديد، أطلقت عليه اسم «كوكا كويا». وقد بدأت بالفعل حملة إعلانية لترويج المشروب، مع أنه لم يبدأ بعد إنتاج أي نقطة منه، مع الإشارة إلى أنه في عشرينيات القرن الماضي، كانت نبتة الكوكا تدخل في تصنيع مشروب الكوكا كولا، والبعض يؤكد أنه لا يزال الوضع على حاله مع تصنيع كيميائي لعناصر الكوكا.
ولا تزال الحكومة البوليفية تبحث في طبيعة المؤسسة التي تنوي إنشاءها لإنتاج المشروب، وما إذا كانت مؤسسة خاصة أم مختلطة. ويرجح أن يكون مصدر إنتاج النبتة للمشروع من منطقة شاباري، حيث بدأ الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، حياته مزارعاً ثم نقابياً قبل أن يصبح أهم شخصية بوليفية.
ويعدّ زرع نبتة الكوكا واستهلاكها تقليداً هندياً قديماً وعنصراً مكوّناً من مجتمعات مناطق سلسلة الأندس. وخزّن موراليس النبتة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الاجتماع المخصص للمخدرات في فيينا السنة الماضية، في إطار حملته لسحب نبتة الكوكا من لائحة المواد المجرّمة، ولا سيما أن شعار حملته الرئاسيّة كان «كوكا نعم... كوكايين لا».
وتبقى نبتة الكوكا الضرورية لإنتاج الكوكايين عنصراً أساسياً في المناكفة مع الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للكوكايين في العالم. وتبرّر واشنطن استراتيجيتها في المنطقة بناءً على هذه النبتة، علماً بأن أكبر منتجين للكوكا هما كولومبيا والبيرو، أقرب حلفائها العسكريين، وليس هناك استهلاك تقليدي (فقط القليل منه في البيرو).
وبعد فترة مراقبة، لم تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وبوليفيا حتى بعد وصول باراك أوباما. ولم تستأنف العلاقات الدبلوماسية التي كان موراليس قد جمّدها عام 2008 إثر تدخل السفير الأميركي لمصلحة المعارضة، ولا حتى سياسات التعاون لمكافحة المخدرات.
وأخذت بوليفيا تعتمد سياسة مكافحة المخدرات في إطار أميركي جنوبي، ما جعل الولايات المتحدة، التي ترى أن المساحة المزروعة هي 30 ألف هكتار، تعاقبها باستثنائها من التسهيلات التجارية المعطاة لجيرانها. وعلى الأثر، أكد موراليس أن بوليفيا نجحت في استبدال هذه المبيعات في البرازيل والأرجنتين وفنزويلا قبل أن يعلق بقساوة على قرار أوباما قائلاً «أن يستثني مهمش زنجي هندي هذا ممكن ولا يهمنا، يريد أن يستثنينا فليكن. مع أننا نحن المسمَّين هنوداً والزنوج ربما كنا في تاريخ الإنسانية جمعاء الأكثر استثناءً وتهميشاً. أفهم أنه بالتأكيد يحاول إخافتنا أو
إرعابنا».