سفيرة أميركا السابقة تحذّر من التدخّل العسكري في اليمن
وأوضحت بودين، التي تعمل حالياً محاضرة في الشؤون الدولية في جامعة برنستون المرموقة بولاية نيوجيرسي، أنه بينما تمثّل القاعدة في جزيرة العرب تهديداً جدّياً، فإنه ينبغي للولايات المتحدة التعلم من أخطائها في العراق وأفغانستان. وقالت «إذا ذهبنا إلى هذه الحرب وجعلناها حربنا، فإنها فجأة ستصبح ضدنا وسنخسرها».
يذكر أن حادثة الهجوم الذي تعرضت له المدمرة الأميركية «يو أس أس كول» في ميناء عدن في تشرين الأول 2000 وأدى إلى مقتل 17 من بحارتها وجرح آخرين، وقع عندما كانت بودين سفيرة في صنعاء.
وأكدت بودين التي كانت قد خدمت في اليمن في الفترة من 1997ـ2001، أن القوة العسكرية وحدها لا يمكن أن تحتوي التهديد، مشيرةً إلى تقرير لـ«مركز المجتمع الأميركي الجديد» صدر في شهر تشرين الثاني الماضي، جاء فيه أن «السيناريو الأفضل بالنسبة إلى اليمن لتظهر كدولة مستقرة هو أن لا تمثّل ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية الدولية. ولكن هذا هو مثل أعلى، والسياسة الأميركية وحدها لا يمكن أن تحقق مثل هذه النتيجة».
وأضاف التقرير إنه «ينبغي أن يكون هدف السياسة الأميركية أكثر تواضعاً ويهدف إلى إبعاد اليمن عن الوقوع في الهاوية من خلال زيادة الاستقرار الداخلي، وهذه المهمة لن تتحقق بسهولة وبسرعة أو بكلفة زهيدة».
يذكر أن مسؤولين أميركيين ويمنيين كباراً أكدوا أن الولايات المتحدة تقدم مساعدة استخبارية وأمنية إلى اليمن لمساعدته في جهود مكافحة ما يسمى الإرهاب، وقد زادت قيمة المساعدة العسكرية والأمنية الأميركية لليمن على 250 مليون دولار. وقد زادت الولايات المتحدة من وجودها الأمني والعسكري والاستخباري في اليمن في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأميركية في صنعاء في شهر أيلول 2008، وأدّى إلى مقتل وجرح 16 شخصاً، كذلك أرسلت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، قبل نحو عام، إلى اليمن عدداً من كبار مسؤولي العمليات الميدانية لمكافحة الإرهاب، وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الأميركي جوزف ليبرمان، إن عدداً من قادة العمليات الخاصة الأميركية يدرّبون قوات الأمن اليمنية.
وأكدت مصادر أميركية ويمنية أن العلاقات الأمنية قد تكثفت في أعقاب الزيارة التي قام بها إلى واشنطن في تشرين الثاني 2001 الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي أعلن حينها أنه يؤيّد الحرب التي تشنّها الولايات المتحدة على أفغانستان. وبعد ذلك بعام واحد، نفّذت الـ«سي آي إيه» غارة جوية باستخدام طائرة من دون طيار أدّت إلى مقتل ستة يمنيين كانوا يستقلون سيارة، ادّعت أنهم من قيادات القاعدة وعناصرها.
وكشفت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ركّز في الأشهر الأخيرة على التهديد الذي تمثّله القاعدة في اليمن، وقد أصدر أوامره بتنفيذ عمليات سرية هناك. وعندما قصفت الطائرات العسكرية اليمنية أهدافاً قالت السلطات اليمنية إنها عناصر تابعة للقاعدة يومي 17 و 24 كانون الأول الماضي بما فيها محاولة قتل أنور العولقي، زوّدت الولايات المتحدة اليمن بمعلومات استخبارية وصواريخ وإسناد عسكري. وأكدت المجلة أن الجواسيس الأميركيين وأفراداً من قوات العمليات الخاصة موجودون حالياً في اليمن لتقديم المساعدة إلى القوات اليمنية.