واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن ارتفاع عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية في أفغانستان إلى ألف قتيل لم يُثر الاهتمام كثيراً، سواء داخل الولايات المتحدة أو أفغانستان، رغم تركيز الأنظار على الحرب هناك وشنّ أكبر عملية عسكرية مشتركة منذ غزو أفغانستان في أواخر 2001.

ورأت الصحيفة أن عدد قتلى الجنود الأميركيين في أفغانستان صغير بالمقارنة مع الخسائر البشرية للأميركيين في العراق التي قُتل فيها 4366 جندياً منذ عام 2003. وأوضحت أنه في الوقت الذي يتكثف فيه القتال في أفغانستان، تقتل الحرب المزيد من أفراد الخدمة الذين عادوا فقط إلى بلدهم بسلام بعد الخدمة في بلاد الرافدين للعودة إلى ميدان القتال في مسرح آخر.



وأضافت إنه منذ الأول من كانون الأول الماضي، فإن 30 في المئة على الأقل من أفراد الجيش الأميركي الذين قتلوا في أفغانستان هم من قدامى الحرب على العراق، وإن عدد العسكريين الأميركيين الذين قُتلوا في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على أفغانستان بلغ ألف جندي بعد مرور 8 أعوام على غزو أفغانستان وإطاحة نظام حكم «طالبان» في كابول، وإن عدداً من هؤلاء القتلى شاركوا في الحرب على العراق.



وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 600 جندي من قوات حلف شمالي الأطلسي لقوا مصرعهم أيضاً في أفغانستان منذ عام 2001، بالإضافة إلى الآلاف من قوات الشرطة والمدنيين الأفغان، وإن كانت الإحصاءات الدقيقة عن عدد هؤلاء القتلى لم تعلن بعد.



ولم تتحدث الصحيفة عن عدد القتلى الأميركيين المدنيين أو من قوات المرتزقة الذين يعملون في أفغانستان تحت مسمى «المتعاقدون الأمنيون» الذين يصل عددهم في أفغانستان إلى نحو 65 ألف شخص.



من جهة ثانية، كشف مسؤول أميركي كبير أن توجيهات سرية جديدة صدرت للقوات الأميركية ـ الأطلسية في أفغانستان لوضع قيود على المداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الدولية للمنازل والمجمعات هناك، وسط تصاعد الاستياء الشعبي من سقوط مدنيين خلال العمليات العسكرية.



ونقلت شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته قوله إن هذه التوجيهات وقّعها قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بهدف تخفيف حدة التوتر بين القوات الأميركية ـ الأطلسية والمدنيين الأفغان في محاولة للحفاظ على تأييد الرأي العام الأفغاني لتلك القوات. وقد أثارت مداهمة تلك القوات للمنازل حفيظة الأفغان لما فيها من تعدٍّ وانتهاك لحرمة المنازل.



وقال المسؤول الأميركي إن التوجيهات العسكرية الجديدة تأمر تلك القوات بالاستعانة بالقوات الأفغانية في الليل حين يكون ذلك ممكناً لطَرق أبواب منازل المدنيين والمجمّعات السكنية، واستخدامها إذا تطلّب الأمر اللجوء إلى القوة للدخول.



غير أن التوجيهات تطلب من القوات الأميركية ـ الأطلسية تحليل مدى الفعالية العسكرية لإجراء مداهمات ليلاً أو تأجيلها حتى بزوغ الفجر. وإذا كان بإمكان القوات إبقاء الهدف تحت المراقبة في الليل وانتظار الصباح، يمكن حينها الاستعانة بمساعدة وجهاء المنطقة لمعرفة ما إذا كان المنزل يمثّل خطراً.