بول الأشقرخاص بالموقع - اقتربت دول أميركا اللاتينية وبحر الكاريبي من إعلان مؤسسة جديدة تجمع كل دول المنطقة، ستبدأ بالعمل فعلياً بدءاً من العام المقبل. ووضع رؤساء هذه الدول اللمسات الأخيرة على هذه المؤسسة الإقليمية، التي ستضم 33 دولة، أي كل الدول المشاركة في «منظمة الدول الأميركية»، باستثناء الولايات المتحدة وكندا، وذلك خلال اجتماع قمة عُقد أول من أمس في كانكون، المنتجع السياحي على بحر الكاريبي جنوب شرق المكسيك.
وشارك في الاجتماع الذي حمل اسم «قمة وحدة أميركا اللاتينية والكاريبي» 32 دولة، بينهم 25 رئيس دولة، في غياب هندوراس التي لم تُدع بعد تجميد عضويتها في «منظمة الدول الأميركية». والمنظمة الجديدة ستكون الوريثة السياسية لـ«مجموعة ريو» التي تأسست عام 1986 لتقدم دعماً سياسياً لاتفاقية كونتادورا، واسمها الرسمي «الآلية الدائمة للتشاور والتوافق»، وقد ضمّت أساساً ثماني دول اجتمعت في مدينة ريو دي جينيرو البرازيلية، وأخذت مع مرور الوقت تتمأسس وينضم إليها مزيد من الدول، وقد وصل عددها إلى 22 دولة. وخصوصية «مجموعة ريو» أنها كانت الإطار الوحيد الذي يجمع دولاً من كل مناطق أميركا اللاتينية في غياب الولايات المتحدة.
وفي الشكل، الأسئلة العالقة تدور حول التسمية «اتحاد، منظمة أو مجموعة»، والنظام الداخلي والهيكلية «رئيس أو أمين عام». وفي المضمون، إذا كان من المؤكد أن «مجموعة ريو» ستحل آلياً في المؤسسة الجديدة، فالسؤال الحقيقي يدور حول العلاقة الممكنة بين هذه المنظمة الجديدة و«منظمة الدول الأميركية» وكيفية تعايشهما. وفيما قالت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه إنّ من المهم ألّا تزول «منظمة الدول الأميركية»، فضّل وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينيو التريّث واعتبار أن الوقت فقط هو الكفيل بتحديد الصورة النهائية.
وعلى هامش الولادة الموعودة، عُقدت قمة «مجموعة ريو» التقليدية، وكان موضوع دعم هايتي محطّ إجماع المجتمعين، وقد تبلور بتقديم دعم قيمته 25 مليون دولار، وكذلك الوضع في جزر مالفيناس حيث طالبت الأرجنتين بريطانيا بوقف التنقيب عن النفط، وبقيت المواضيع الخلافية في الكواليس، ولم تثر إلا في الاجتماعات المغلقة.
وأبرز تلك المواضيع مسألة هندوراس، حيث بدأ يتبلور موقف ثالث مغاير لموقف الدول التي اعترفت بنتائج الانتخابات، وموقف فنزويلا وحلفائها الذي لا يزال يعدّ مانويل زيلايا المخلوع الرئيس الشرعي، وعبّرت عن هذا الموقف البرازيل علناً قبل القمة وتبنّته دول أخرى، وفحواه الطلب من الرئيس الهندوري بورفيريو لوبو القيام بخطوات معينة تمهيداً للعودة إلى منظمة الدول الأميركية.
واجتمع الرئيسان الكولومبي ألفارو أوريبي والإكوادوري رافاييل كوريا في جو ودّي، مع أنه لم يسمح بإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، لأن الإكوادور تطلب شرطاً مسبقاً أن تسلّمها كولومبيا كل الوثائق المتعلّقة بالغارة التي نفذتها على أراضيها قبل عامين.
من جهة ثانية، حصلت مشادة قوية بين رئيسي كولومبيا وفنزويلا عندما قارن الرئيس أوريبي إقفال الحدود بين البلدين بالحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، مستجلباً رداً عنيفاً من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، ما فرض تدخّل الرئيسين المكسيكي كالديرون والكوبي راوول كاسترو لتهدئة الأجواء، وأدى إلى قرار بالتوسط بين البلدين.
وأخيراً، جرت مشاورات بشأن انتخاب أمين عام لمنظمة الدول الأميركية التي ستجتمع الشهر المقبل، حيث تريد أكثرية الدول التجديد لتشيلي إنسولزا الذي يواجه حملة شرسة من قبل اليمين الجمهوري الأميركي لمعاقبته على موقفه من أزمة هندوراس.