بول الأشقرخاص بالموقع - أكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز نهار الجمعة استعداده لشراء الكهرباء من أيٍّ كان لمعالجة أزمة الطاقة التي تهدد بتعطيل البلد. وأوضح تشافيز أن فنزويلا ستدرس عدة اقتراحات، في مقدمها شراء الكهرباء من البرازيل والأرجنتين والصين وكولومبيا.
وكانت البرازيل قد أرسلت فرقاً تقنية لدراسة الوضع، وكذلك فعلت كوبا، واقترحت برنامجاً لحصر الأزمة يتضمن وقف استيراد الكهرباء من البلد الجار والبدء بالتصدير. وتابع تشافيز بأن فنزويلا اشترت عدة مولدات من شركة جنرال إلكتريك الأميركية، ستصل الشهر المقبل، وقد توفّر 400 ميغاوات، ومن بعد ستشتري صفقة ثانية حتى الوصول إلى 900 ميغاوات، مشيراً إلى أن «هذه المعامل ليست لها إيديولوجيا سياسية ولا تمتّ بصلة بالعلاقات بين حكومة وأخرى». وأحد البدائل التي تدرسها «قيادة طوارئ الطاقة» التي أدلى تشافيز تصاريحه أمامها، هو توليد الطاقة بواسطة عدة مشاريع تُنشأ في نقاط استراتيجية لتخفيف الضغط عن بحيرة غوري التي توفّر وحدها 70 في المئة من طاقة البلد، والتي تعاني ثاني أسوأ جفاف منذ عام 1947، ما فرض على فنزويلا تبنّي برامج تقنين للماء والكهرباء.
من جهة أخرى، حسم تشافيز موضوع شراء الكهرباء من كولومبيا من وجهة غير سياسية بعدما كانت قد برزت فوارق في هذا الموضوع بين كبار المسؤولين الفنزويليين: «إذا كانت الحكومة الكولومبية أو المؤسسة التي تولّد الكهرباء في كولومبيا لديها فائض وتعرض علينا بيعه ـــــ لأنهم لا ينوون إهداءه إلينا ـــــ وكان العرض يثير اهتمامنا، نشتري، ليس لدينا أية مشكلة إذا كان العرض مناسباً». وكان، قبل أيام، قد أعلن نائب الرئيس الفنزويلي إلياس جوّا، عدم اهتمام بلاده بالاقتراح الكولومبي، فيما قال وزير الطاقة علي أراك رودريغيز، إن الوزارة ستدرس كل المشاريع التي تصلها بدون أي تمييز قبل أن يبدي خشيته من أن يكون العرض الكولومبي مجرد دعاية، لأن الوزارة لم تكن قد تسلمت بعد أي عرض رسمي. وقد سلمت كولومبيا اقتراحاً لبيع كهربائها يوم الجمعة قبل خطاب تشافيز. وكان وزير الخارجية الكولومبية خايمي برموديث، قد برر العرض بأنه «تضامن مع بلد يتألم». وكان تشافيز قد جمّد العام الماضي العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع كولومبيا بعدما وقّعت هذه الأخيرة اتفاقاً مع الولايات المتحدة يجيز لهذه الأخيرة استعمال سبع قواعد عسكرية كولومبية.
واستغل تشافيز إطلالته الإعلامية لطمأنة المواطنين بعدما ارتفعت أصوات المعارضة لترجّح انقطاع كامل النظام الكهربائي في مهلة زمنية لا تتخطى ثلاثة أشهر «تحاول المعارضة بثّ الذعر، لكنني أطمئنكم إلى أننا سننتصر على هذه الأزمة وسنخرج منها أقوى مما دخلنا فيها».