طهران تهاجم تقرير «وكالة الطاقة»... وتدشّن أوّل مدمّرة محليّة الصنعمتنقّلة بين قطر والسعودية، حرّضت هيلاري كلينتون على إيران؛ بعدها حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من نشاط نووي إيراني تسلّحي، وهو ما حرصت طهران على نفيهغداة إعراب الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها مما قالت إنه نشاط إيراني في اتجاه امتلاك قدرة نووية عسكرية، وهو ما عادت ونفته طهران، وقف المرشد الأعلى علي خامنئي على متن أول مدمرة إيرانية الصنع تُطلق في الخليج، وهاجم الوجود الأميركي في المنطقة، متّهماً واشنطن بإخافة العرب من الجمهورية الإسلامية بغرض بيعهم السلاح، فيما انهالت الانتقادات الدولية على طهران من كل حدب وصوب، فلوّحت موسكو بالعقوبات إن لم تتعاون، وشدّدت باريس على ضرورة التحرك بطريقة عاجلة لحل الأزمة، وأيّدت برلين تشديد العقوبات مع التأكيد على «اليد الممدودة».
وعقب جولة على متن المدمرة الإيرانية «جماران»، السفينة الحربية الأولى من صنع محلي، التي أُطلقت من مرفأ بندر عباس، وتعدُّ قفزة تكنولوجية أساسية لإيران في عالم تصنيع السلاح البحري، أكد خامنئي أن «الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يحاولان نشر الانقسام من أجل تشتيت انتباه الدول الإسلامية عن عدوّي العالم الإسلامي، وهما الولايات المتحدة وإسرائيل». وأشار إلى أن وجود القوات الأجنبية في الخليج يعكّر أمن المنطقة ويزعزع استقرارها، وأن واشنطن ستفشل في تحقيق أهدافها وأطماعها فيها.
ونفى المرشد الأعلى أن تكون إيران تسعى وراء السلاح النووي، مستدلّاً بأن الإسلام يمنع استخدام أسلحة الدمار الشامل. وقال إن «تكرار الكلمات السخيفة عن بناء سلاح نووي في إيران يدلّ على أن الأعداء يلجأون الى إعادة الحملة الدعائية من أجل الخروج من الفشل الحتمي».
وأضاف «قلنا مرة ونكرر أن مبادئنا الدينية ومعتقداتنا ترى أن هذه الأسلحة المدمرة محرّمة. ولهذا السبب، نحن لا نؤمن بالقنبلة الذرية ولا نسعى إليها».
ودشّنت طهران أول مدمرة إيرانية الصنع «جماران». وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن «أول مدمرة محلية الصنع دُشنت هذا الصباح وانضمت إلى القوات البحرية الإيرانية في المياه الجنوبية للخليج الفارسي». والمدمّرة مزوّدة بطوربيدات ورادار إلكتروني، ويبلغ طولها 94 متراً، ووزنها أكثر من 1500 طن. ويرجع تاريخ معظم المعدات البحرية الإيرانية إلى ما قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979 وهي أميركية الصنع.
من جهة ثانية، أكد مندوب إيران لدى وكالة الطاقة علي أصغر سلطانية أن التقرير الذي أعربت فيه الوكالة عن قلقها من احتمال أن تكون طهران تعمل على صنع قنبلة ذرية لا أساس له من الصحّة، وهو «مفبرك من كل جانب، ولا صلاحية له على الإطلاق». وأضاف «قلت مراراً إنهم حين أطلعونا على هذه الوثائق لم تكن أيّ منها سرية أو ممهورة بدمغة السرية»، وذلك في إشارة إلى الوثائق التي استندت إليها وكالة الطاقة في تعليل اتهاماتها لإيران. وتابع «من هنا يثبت أن جميع المستندات فُبركت من كل جانب، ولا أساس لها من الصحّة، ولا صلاحية لها على الإطلاق».
وفي سياق ردود الفعل الدولية على ما أعلنته وكالة الطاقة الدولية أول من أمس، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أندريه نستيرينكو قوله إن الوزارة طالبت إيران بالتعاون بهمّة أكبر مع وكالة الطاقة حتى تقنع المجتمع الدولي بأن برنامجها النووي سلمي. وأضاف «المجتمع الدولي بحاجة إلى التأكد من أنه سلمي».
ولم يستبعد المتحدث احتمال فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، وقال «لا يجري في نيويورك حالياً أيّ عمل على فرض عقوبات جديدة محتملة على إيران، إلّا أنه ليس بمقدورنا في الظروف الناشئة أن نستبعد كلياً إمكان بدء مثل هذا العمل». وأشار إلى أن روسيا ترمي إلى عقد اجتماع وزاري للجنة الرباعية المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة، خلال الأشهر القريبة المقبلة، ومؤتمر خاص بالشرق الأوسط في المستقبل.
ومن باريس، رأت الخارجية الفرنسية أن تقرير وكالة الطاقة يثبت ضرورة التحرك بطريقة عاجلة وحازمة لمعالجة عدم تعاون إيران. وقال المتحدث برنار فاليرو إن «هذا التقرير يؤكد بدقّة مخاوف الأسرة الدولية البالغة الخطورة، ويثبت كم أنّ من الضروري التحرك بحزم، وبسرعة لمعالجة عدم تعاون إيران».
وفي برلين، أعلن متحدث باسم المستشارة الألمانية (آنجيلا ميركل)، أولريخ فيلهلم، أن التقرير يؤكّد المخاوف الخطيرة حيال البرنامج النووي الإيراني. وقال إن «طهران ترفض بصورة خاصة قطع أيّ تعهد بشأن تعليق برنامج التخصيب»، مضيفاً إنّ «أياً من الأسئلة الملحة المطروحة لم يلقَ جواباً». وأوضح أن برلين أكدت مجدداً استمرارها في «مد اليد لإيران، مع تأييدها أيَّ قرار قد تتخذه الأسرة الدولية بتشديد العقوبات على هذا البلد».
وكانت الوكالة الدولية قد أعلنت بحذر مخاوف أثارها تحليل سري توصّل إلى أن إيران اكتسبت بالفعل خبرة في مجال المتفجرات ترقى إلى صنع سلاح نووي. وأكد التقرير أن إيران أنتجت مجموعة أولى صغيرة من اليورانيوم المخصّب إلى درجة نقاوة أعلى، وخصّصت معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب لهذا الغرض على الرغم من أن هذه الكمية هي أكثر بكثير من المطلوب للأغراض السلمية.
وقال المدير العام للوكالة يوكيا امانو، في تقريره الأول إلى هيئة حكام الوكالة، إن «المعلومات التي في حوزة الوكالة تثير مخاوف من احتمال وجود نشاطات، في السابق أو راهناً، غير معلن عنها بشأن تطوير شحنة نووية يمكن تحميلها على صاروخ».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)